عاش، ليلة أول أمس، المسافرون على متن باخرة ''طاسيلي 2'' الجزائرية، الراسية بميناء ''أليكانت'' الإسبانية منذ الثلاثاء الماضي، حادثة مأساوية ذهب ضحيتها شابّ مغترب لم يجد بُدّا من الخروج من الباخرة غير الإلقاء بنفسه، بسبب حظر الخروج المفروض على ركّاب الباخرة الراسية على شاطئ ميناء أليكانت، بسبب سوء الأحوال الجوّية. كشف بعض المسافرين، في اتّصال مع ''الخبر''، أنّه كان يفترض إقلاع باخرة ''طاسيلي ''2 باتجاه ميناء وهران يوم الخميس 17 جانفي الماضي، غير أنّه تقرّر تأجيل الرحلة إلى غاية الثلاثاء الماضي، مقابل تقديم مبلغ مالي لكلّ مسافر قُدّر ب40 أورو قصد المبيت بالفنادق. ووصف هؤلاء المبلغ بالضئيل، حيث لا يسدّ أدنى احتياجاتهم، خاصّة بالنسبة للمسافرين الذين نفدت أموالهم، ليتفاجأوا باحتجازهم داخل الباخرة منذ تاريخ تحديد موعد الرحلة المقرّرة بيوم الثلاثاء الماضي، في ظلّ غياب أدنى ظروف الراحة، حيث يعيش أكثر من ألف مسافر أوضاعا مزرية، ما تسبّب لهم في توتّر وغضب شديدين، خاصة بالنسبة للعائلات، بعد أن نفد حليب أطفالها. في حين أدّى تأخّر الرحلة إلى وفاة أحد المسافرين، حيث قام برمي نفسه من سطح الباخرة ليرتطم رأسه بالحجر الإسمنتي. وحسب المعلومات التي بحوزة ''الخبر''، استنادا لشهادة بعض المسافرين، فإنّ الضحية المغترب منذ 14 سنة بمرسيليا، والذي ينحدر من ولاية سعيدة، قرّر زيارة أهله إثر سماعه نبأ وفاة والده، وأوضح أحد المسافرين أنّ الضحية استهجن قرار رفض السماح له بالخروج لشراء الدواء، الأمر الذي دفعه إلى إلقاء نفسه من سطح الباخرة، رغبة منه في الخروج منها سالما. وأثارت الحادثة استنكارا وسط المسافرين، بالنظر للإهمال المتعمّد في حقّهم وعدم تحرّك السلطات الجزائرية لاحتواء الوضع، متسائلين عن سبب عدم اتّخاذ تدابير تخفّف عنهم الضغط والمعاناة التي يعيشونها، مطالبين الوصاية بإعطاء توضيحات حول السبب الرئيسي عن عدم إقلاع الباخرة التي أرجع لسوء الأحوال الجوية، في حين أقلعت الباخرة ''دانيال كازانوفا'' من ميناء مرسليا بفرنسا يوم الثلاثاء ظهرا ووصلت الجزائر الأربعاء الماضي في حدود على السابعة صباحا.