لم تجد السيدة ''ن. نادية''، 34 سنة، من باتنة والمصابة بداء السرطان، أي وسيلة سوى رفع نداء استغاثة لوزير الصحة، قصد التكفل بها طبيا. فكانت زيارتها لمكتب ''الخبر'' بباتنة لتروي مأساتها الصحية والمادية والاجتماعية، بعد أن عجزت أسرتها عن توفير العلاج الكيميائي المفقود، نهائيا، على المستوى الوطني. وتقول نادية إنها أصيبت بداء السرطان في بداية حياتها الزوجية، قبل خمس سنوات، على مستوى الكبد والأمعاء، فتنقلت إلى مستشفى بني مسوس في العاصمة وأجرت أربع عمليات جراحية لاستئصال الورم، غير أن حالتها ساءت من جديد، فقرّر الطبيب المعالج، البروفيسور ''أ. كمال''، إخضاعها لعمليات العلاج الكيميائي باستعمال دواء ''اندوستاتين 30 ملغ''، باعتباره الدواء الكيميائي الوحيد الذي يجب أن تخضع له مرة في الشهر، إلا أنه غير متوفر على مستوى جميع مستشفيات الوطن، وكذا مراكز علاج السرطان، لكونه ليس ضمن قائمة الأدوية التي تتولى وزارة الصحة استيراده. فكتبت إلى الوزير طلبها مشفوعا بالتقرير الطبي الذي يؤكد ضرورة علاجها بهذا الدواء دون غيره، غير أنها لم تتلق أي رد، فاضطرت إلى اقتنائه من الخارج (فرنسا) بمبلغ يفوق 22 مليون سنتيم للعلبة الواحدة التي تستعمل مرة في الشهر. وقد حاولت الحصول على التعويض من صندوق الضمان الاجتماعي، لكن طلبها رفض. ومع إجبارية خضوعها للعلاج كل شهر، اضطر زوجها لبيع منزلهما لشراء الدواء الذي يكلفهما 156 مليون سنتيم في السنة، كما قاما ببيع متجر وورشة للخياطة لاقتنائه، لكنهما أصبحا عاجزين عن توفير مبلغ 22 مليون شهريا لشرائه من الخارج. ومع الخطر الذي يداهم حياتها، تناشد السيدة نادية وزير الصحة التكفل بتوفير العلاج الكيميائي لها كغيرها من المرضى المصابين بداء السرطان، أو تمكينها من حق تعويض هذا الدواء من قبل الضمان الاجتماعي.