أين هو الوزير عبد العزيز زياري؟ سؤال يطرحه العديد من عمال قطاع الصحة والمتتبعين لما يجري في المستشفيات. فبعد أكثر من 4 أشهر من تعيينه، لم يقدم الوزير خريطة عمله لإخراج القطاع من النفق المظلم. منذ توليه زمام وزارة الصحة، اقتصرت قرارات عبد العزيز زياري على تشكيل وكالة وطنية للأدوية لم يظهر لحد الآن الدور الموكل لها لمواجهة ندرة الأدوية، كما قام بعد ذلك ببعض التعيينات والإقالات على مستوى مديريات مركزية وبعض المستشفيات، ثم لا شيء، في الوقت الذي تعمقت فيه أزمة ندرة الأدوية وتضاعفت مع معاناة المرضى المزمنين، حيث يضطر مرضى بعاصمة البلاد إلى جلب الأفرشة للمبيت في المستشفيات وحتى خيط الجراحة. عبد العزيز زياري الغائب عن مبنى وزارته المتواجد بالمدنية ظهر آخر مرة في خضمّ أزمة ''الأفالان'' ضمن الحركة التي كانت تعمل على دفع الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم للتنحي عن منصبه. هذه المعطيات تؤكد ما أشارت إليه مصادر مؤكدة ل''الخبر'' عن عدم رغبة زياري في البقاء طويلا في مبنى المدنية. ويكون حسب نفس المصادر قد وافق على المنصب حتى لا يغضب رئيس الجمهورية، ومنبع رفضه المكتوم هو أنه كان يشغل منصب الرجل الثالث في هرم السلطة عندما كان رئيسا للمجلس الشعبي الوطني ليجد نفسه بعدها ''مجرد'' وزير لحقيبة غير سيادية. نفس المصادر قالت أن الوزير منح كل الصلاحيات لمستشاريه والمقربين منه لتسيير أمور القطاع، هؤلاء الذين كتم جمال ولد عباس على أنفاسهم، على غرار المستشار الإعلامى الذي لم يصدر عنه أي تصريح أيام ولد عباس، لكن بقدوم زياري تغيّرت الأوضاع، فكان المسؤول الوحيد الذي تدخّل للتصريح أيام إضراب شبه الطبيين. من جهتها النقابات، وإن أجمعت على قيام الوزير بفتح باب الحوار مع الشريك الاجتماعي عكس سابقه، غير أنها تعتبر أنه حان الوقت بعد أكثر من 4 أشهر للذهاب إلى أبعد من ذلك والرد على مطالب النقابات. يقول محمد يوسفي، رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين ''ثمّنا فتح الوزير الجديد لباب الحوار، بعد أن كنا ممنوعين حتى من تخطي باب الوزارة، غير أنه الآن يجب الرد على مطالبنا واقتراحاتنا التي لا تقتصر على الشق المهني فقط، بل تشمل وضع القطاع من ظروف العمل وغيرها''. نفس القراءة قدمها من جهته الياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، حين قال ''الأمور اختلفت مع الوزير الجديد بفتحه باب الحوار، لكن فيما يخصنا منذ جلسة الصلح التي جمعتنا بمسؤولي الوزارة لنتراجع عن الاعتصام لا جديد يذكر''. وأضاف ''من غير الطبيعي أن يبقى القطاع في هذا الجمود كل هذه الفترة بالرغم من المشاكل التي يتخبط فيها''.