رحبت مختلف الشرائح السياسية والاجتماعية والنقابات الوطنية المعتمدة بالتغيير الحكومي الأخير برئاسة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال الذي وصفوه برجل الإجماع، وعبرت العديد منها عن أملها في أن يتمكن الطاقم الجديد الذي تزامن تعيينه مع الدخول الاجتماعي من حل المشاكل العالقة والوقوف على المشاكل اليومية للمواطن. وبادرت النقابات الوطنية في مختلف القطاعات الوزارية بتعليق احتجاجاتها ومطالبها المهنية والاجتماعية التي كانت مقررة خلال الدخول الاجتماعي في خطوة يراها المراقبون محاولة من الشريك الاجتماعي إعادة فتح صفحة جديدة وطي صفحة الخلافات القديمة التي عرفها العديد منهم مع وزراء اتهموهم بعدم التجاوب وغلق قنوات الحوار لحل مشاكل العمال العالقة. ولعل أهم النقابات التي عبرت عن تثمينها وترحيبها بالحكومة الجديدة نقابات قطاع التربية الوطنية والصحة، هذه الأخيرة أبدت استعدادها للعمل مع السيد عبد العزيز زياري الوافد الجديد إلى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لمواجهة التحديات والرهانات في القطاع، من أجل إعادة الاعتبار للمنظومة الصحية وإصلاحها من خلال الوقوف على مختلف المشاكل التي يعاني منها الأطباء والعمال والمرضى الذين تعج بهم المستشفيات على حد سواء. ورحبت العديد من نقابات الصحة في هذا الصدد بتعيين الوزير الطبيب السيد عبد العزيز زياري على رأس الصحة نظرا لمعرفته الواسعة بهذا القطاع الحساس الذي عرف موجة من الاحتجاجات والإضرابات والمشاكل بسبب تدني الخدمات في المستشفيات وندرة الأدوية وارتفاع فاتورة استيرادها والمشاكل المهنية للأطباء، كما عبرت نقابات الصحة على رأسها النقابة الوطنية للأخصائيين عن أملها في أن تفتح أبواب الوزارة من جديد أمام الشريك الاجتماعي الذي تم إقصاؤه في عهد الوزير السابق جمال ولد عباس الذي اتهمته بسوء التسيير وسبب تدهور المنظومة الصحية. من جهتها، علقت نقابات التربية الوطنية التي تحصي أكثر من 600 ألف عامل هي الأخرى احتجاجاتها لإعطاء الوقت الكافي لوزير التربية الوطنية الجديد السيد عبد اللطيف بابا أحمد للتكفل بالملفات المطروحة التي رفعتها في وقت سابق إلى الوزير أبو بكر بن بوزيد أهمها صرف الشطر الثاني من المخلفات المالية وحل مشكل الاكتظاظ في المدارس. من جهة أخرى، أكدت بعض الأحزاب السياسية دعمها لحكومة عبد المالك سلال وطاقمه الوزاري الجديد وهي الحكومة التي عرفت تمثيل 7 أحزاب سياسية من أجل استكمال مسيرة البناء والتشييد والإصلاحات التي باشرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، حيث أعربت الحركة الشعبية الجزائرية عن تجندها لإنجاح برنامج الرئيس من خلال الحكومة الجديدة، وهو ما ذهب إليه الأمين العام للجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية السيد خالد بونجمة الذي عبر عن ارتياحه لتعيين الوزير الأول السيد عبد المالك سلال وزيرا أول وإعطاء الأولية لاستكمال تطبيق الإصلاحات في البلاد التي بادر بها رئيس الجمهورية، مؤكدا جاهزية حزبه لتقديم يد المساعدة في مختلف المجالات. من جهة أخرى، ينتظر الطاقم الجديد لحكومة السيد عبد المالك سلال عدة ملفات وجب الإسراع في التكفل بها، ويراها المتتبعون رهانات وتحديات كبيرة بالنسبة للعديد منهم خاصة الجدد منهم المطالبين ببذل جهود كبيرة.