قال رئيس بلدية تمبوكتو، هالي عصمان، أمس، إن مركز ''أحمد بابا'' الذي توجد به المخطوطات الأثرية، أشعلت فيه النيران من قبل العناصر المسلحة، واصفا الأمر في تصريح لوكالة ''فرانس برس '' بأنه ''جريمة ثقافية بأتم معنى الكلمة''. يحدث هذا في وقت حذر علماء الآثار من أن القيمة التاريخية ل''تمبوكتو'' قد تدفع بالإرهابيين إلى تحطيم ما تبقى من المعالم الأثرية أو تعرضها للدمار بسبب مواجهات مسلحة محتملة قد تتجدد، واستغلال المجموعات الإجرامية لبيع المواد التاريخية في السوق السوداء. وحسب وزير الثقافة المالي، هناك ما بين 60 ألفا و100 ألف مخطوط في المركز، بينما أفادت تقارير أخرى بأن هناك ما يقرب من 300 ألف مخطوطة أثرية تم إخفاؤها في مناطق شمال مالي، والتي يعتقد سكان هذه المناطق أنها ترجع لعصر النهضة عندما كانت (تمبوكتو) معبرا مهما في طريق تجار الذهب''. يأتي هذا بعدما شهدت مدينة ''تمبوكتو'' التي تعتبر ''مهد الحضارة الإسلامية الإفريقية'' والتي أدرجتها منظمة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة في قائمة التراث العالمي، عمليات هدم وتدمير واسعة لأضرحة ومساجد ومعالم أثرية من طرف الجماعات الإرهابية، ما أثار موجة من التنديدات الدولية. وتتوجه القوات الفرنسية والمالية، بعد استعادة مدن غاو وتمبوكتو، نحو أكبر مدينة في الشمال، وهي كيدال التي تعد معقل حركة أنصار الدين التي لا تبعد كثيرا عن الحدود المالية الجزائرية. وأفادت مصادر أمنية مالية بأن قيادات الحركات الإسلامية المسلحة، على غرار إياد أغ غالي زعيم أنصار الدين، وعبد الحميد أبو زيد أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، قد لجأوا إلى جبال كيدال، هروبا من القصف الجوي للطيران الفرنسي الذي شن عدة غارات على المنطقة. من جهتها، أعلنت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد أنها تمكنت بعد معارك ''خفيفة''، صباح أمس الاثنين، مع مجموعات من المقاتلين الإسلاميين، من السيطرة على مدن كيدال وتين زاواتين، في أقصى الشمال الشرقي لمالي، مؤكدة أنها في الطريق لتعلن السيطرة التامة على مدينة ميناكا. وذكر أتاي أغ محمد، عضو المجلس الثوري للحركة، المكلف بالعلاقات الخارجية، أن المقاتلين الذين واجهوهم ليسوا عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي اختفى مقاتلوه منذ مدة، مؤكدا أن من واجهوهم تابعون لحركة أنصار الدين الإسلامية التي تراجعت منذ بداية العملية العسكرية الفرنسية.