اختتمت، مساء أول أمس، دورة كأس إفريقيا للأمم التي جرت بجنوب إفريقيا بتتويج المنتخب النيجيري، والذي استحق بامتياز لقبه القاري، حسب المدربين الفرنسي روبرت فيلود والجزائري المغترب رشيد بلحوت، بالنظر للمستوى البدني والفني الذي أظهره طيلة هذه الدورة. اتفق غالبية المختصين والملاحظين على تراجع المستوى الفني ل''كان'' 2013 مقارنة بالدورات التي سبقتها، حيث طبع الملل على أطوار مختلف مواجهات هذه الدورة، باستثناء لقاء أو لقاءين على أقصى تقدير، وهو ما ذهب إليه مدرب منتخب الطوغو سابقا، روبرت فيلود، الذي أوضح في تصريح ل''الخبر'' أمس بأنه لا يمكنه تقديم تقييم عام للمستوى الفني لكأس إفريقيا لهذا العام، وذلك بسبب، كما قال، عدم متابعته لكافة أطوار هذه المنافسة، باستثناء اهتمامه بلقاءات مجموعة الجزائر التي تواجد فيها منتخبه السابق الطوغو، إضافة إلى متابعته لمنتخب غانا. ورغم هذا فقد شدد المدرب الحالي لوفاق سطيف بأن المستوى الفني لهذه التظاهرة لم يكن عاليا، مبديا إعجابه بالأداء التقني لمنتخبي الجزائر والمغرب، اللذين يعدان، حسبه، أعلى فنيا من منتخبات جنوب الصحراء، حتى وإن كانت نتائج المنتخبين المذكورين غير إيجابية وأدت إلى إقصائهما من الدور الأول. كما عبّر المتحدث عن خيبة أمله من المستوى الذي ظهرت به منتخبات تصنف بالكبيرة على غرار غانا وكوت ديفوار، بعدما كان مرشحين بقوة للتتويج بالكأس، وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه المدرب رشيد بلحوت الذي أكد أن منتخب كوت ديفوار كان المرشح الأول لنيل لقب البطولة، لكن الضغوط الكبيرة التي كان عرضة لها قبل بداية المنافسة جعلت لاعبيه يفقدون التركيز بالشكل المطلوب، وقال أيضا إن المجموعة الرابعة التي سميت بمجموعة الموت لم تكن عند مستوى تطلعات الجميع، مادام أن المتأهلين كوت ديفوار والطوغو أقصيا من الدور ربع النهائي. ولم تخل دورة هذا العام من المفاجآت كما حصل ذلك في الدورة الفارطة عندما توج بها منتخب زامبيا، حيث تمكن المنتخب البوركينابي الذي كان بعيدا عن الحسابات من الوصول إلى الدور النهائي، وقد وصف فيلود هذا الأمر بمثابة تكريس قارة إفريقيا لمبدأ المفاجآت التي عودتنا عليها في كل دورة، فيما أكد بلحوت أن سر نجاح منتخب بوركينا فاسو إلى جانب نظيره النيجيري، يعود بالدرجة الأولى إلى الإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها هذان الفريقان من الناحية البدنية، مع إظهار لاعبيهما قدرات هائلة في السرعة وقوة التحمّل فوق الميدان.