مواطن اسمه إسلام من فرنسا، كتب إلي بالفرنسية يقول: أقسم بالله أن الرسالة المفتوحة التي كتبها السيد حسين مالطي إلى ''رب الجزائر''، ما كانت لتنشر لو لم يوافق عليها ''رب الجزائر'' نفسه.! إلى هذا الحد وصل التضليل والتشويه لكل ما هو جزائري.. ووصل التشكيك بكل ما هو من مؤسسات دولة الجزائر.! لست أدري بأي منطق مثلا يعمل ''رب الجزائر'' هذا على زعزعة استقرار البلد الذي يمارس عليه الربوبية هذه.. حسب منطق أخينا إسلام من فرنسا؟! ولست أدري لماذا يقوم مثلا الرئيس بوتفليقة أو حليفه في جهاز الأمن، حسب ما يقول مالطي، بتشويه سمعة بلاده بمثل هذه الصورة التي تحدّث عنها مالطي، من خلال حماية الرئيس وجهاز الأمن للمفسدين بهذه الطريقة التعيسة؟! والحال أن الرئيس وحليفه في الحكم ناضلا لسنوات من أجل إعادة صورة الجزائر إلى الساحة الدولية؟! وبجرة قلم يقوم الرئيس ورب الجزائر بتقديم نفسيهما للعالم على أنهما من رعايا الفساد العابر للحدود وليس الفساد في البلد الذي يحكمانه فقط.! هل هذا أمر يعقل.. ويتقبله منطق؟! إنها لتعاسة فعلا أن ينتمي الإنسان إلى بلد فيه الرئيس ومسؤول الأمن الرئيسي في هذا البلد، يقدمان للرأي العام على أنهما من الرعايا الرسميين للفساد والمفسدين ولا يحس القائل بخطورة ما يقال عن الأمن المعنوي للبلد بأكمله وليس أمن النظام ورجاله فقط! عندما يعلم المواطن القارئ بما كتبه حسين مالطي في رسالته.. بأن الرسالة كتبت في باريس.. وكتبت من طرف مسؤولين كانوا إلى وقت قريب عنوانا للفساد في هذا النظام نفسه.. وبعضهم كان يبيع أخبار الرئاسة في وهاد حيدرة.! عندما يعلم ذلك لا يتعجب مما قاله المواطن إسلام في مقدمة هذا العمود. نحن نريد التغيير ونريد محاربة الفساد بكل الوسائل والطرق ولكن لا نريد أن نلقي ببلدنا في متاهة ضرب أركان المؤسسات التي يرتكز عليها أمن واستقرار البلد.. صحيح أن مصالح الأمن فيها مفسدون وينبغي أن يطهر هذا الجهاز مثلما تطهر أجهزة أخرى من الفساد.. لكن لا نريد أن يضرب استقرار البلد على الطريقة السورية أو الليبية.. لأن تجار الفساد وأخبار الرئاسة اجتمعوا في باريس ولم يعجبهم تعامل الرئيس و''رب الجزائر'' مع ملف الفساد في سوناطراك بالطريقة التي تعيد لهم ما فقدوه من نفوذ؟! أغلب هؤلاء الذين لا يعجبهم الرئيس بوتفليقة و''رب الجزائر''، كانوا إلى وقت قريب يفتخرون بأن نساءهم تحمل منهم عن بعد.. ويبدو أن بن أشنهو على حق فيما قال بخصوص إحاطة بوتفليقة بالشياتين؟