جبهة الإنقاذ الوطني تقاطع الانتخابات البرلمانية وسط هدوء حذر يسود الشارع السياسي المصري، وأحداث تفجر العنف حينا، واشتباكات بين الحين والآخر، انطلقت دعوات للعصيان المدني العام يومي غد وبعد غد السبت بخروج مسيرات بأواني الطهي الفارغة، في عدد من المحافظات، احتجاجا على سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد. وتواصل مدينة بورسعيد عصيانها لليوم الرابع على التوالي، وسط شلل شبه تام على مستوى المؤسسات العامة والخاصة، بينما أعلنت جبهة الإنقاذ المعارضة عدم مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا بتوفر مناخ سياسي حيادي. دخل العصيان المدني بمحافظة بورسعيد يومه الرابع على التوالي، حيث تجوب المسيرات الحاشدة من المواطنين وائتلافات القوى السياسية والشعبية وأسر الشهداء، شوارع المحافظة للتأكيد على استمرار العصيان، اعتراضا على الأحكام الصادرة ضد 21 من أبنائها بالإعدام، فيما يعرف بقضية مذبحة ملعب بورسعيد، والأحداث التي أعقبت صدور الحكم الذي راح ضحيتها العشرات، وتهدد سكان المدينة بتصعيد العصيان ونقله إلى المحافظات المجاورة في حال عدم استجابة إدارة الرئيس مرسي لمطالبهم، المتمثلة في إقالة النائب العام ووزير الداخلية، وتشكيل لجان للتحقيق لمحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين السلميين، والقصاص للشهداء واستجابة لدعوات المدينة للعصيان المدني، أعلنت القوى السياسية في محافظة الإسماعيلية الإلتحاق بالعصيان، وتنظيم سلسلة من المسيرات لحث المواطنين على المشاركة. وفي خطوة لتهدئة الأوضاع، طالبت الرئاسة المصرية من مجلس الشورى دراسة ملف إعادة تصنيف مدينة بورسعيد كمنطقة حرة، بعد أن تم غلقها في عهد الرئيس المخلوع مبارك، الذي عاقب المدينة بسبب محاولة اغتياله فيها، كما قررت الحكومة المصرية تخصيص 200 مليون جنيه من عائدات قناة السويس، لمحافظات القناة الثلاث (بورسعيد والإسماعيليةوالسويس). من جهته، صرح علاء الدين محمود، البرلماني السابق لحزب النور عن مدينة بورسعيد، ل''الخبر''، أن سكان المدينة مستمرين في مظاهراتهم السلمية، لحين استجابة الرئيس مرسي لكافة المطالب التي رفعوها، وأنهم يهددون بالتصعيد وغلق قناة السويس في حال التماطل. وفي سؤال حول أشكال التصعيد التي يهدد بها سكان بورسعيد، يجيب محدثنا ''لم تعد هناك قدرة على التحكم في الشارع، وكل أشكال التصعيد مطروحة، ولا يمكن امتصاص غضب الشارع إلا بعودة الحق إلى المدينة''. وفي غضون ذلك، انطلقت دعوات للعصيان المدني العام يومي غدا وبعد غد السبت، بخروج مسيرات بأواني الطهي الفارغة في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية والشرقية، احتجاجا على سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية التى تمر بها البلاد. وفي نفس الوقت، أعلن 24 حزبا وحركة سياسية وثورية، تنظيمها مليونية يوم الجمعة المقبل، تحت مسمى ''محاكمة نظام مرسي''، ويطالب الداعون للمليونية بمحاكمة نظام الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، على ما اقترفه -حسبهم- من جرائم في حق الشعب المصري، وإقالة النائب العام، وتعيين نائب عام جديد يحقق العدالة التي يتطلع إليها الشعب المصري، فى ظل عودة دولة القانون. إلى ذلك، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة عدم خوضها الانتخابات البرلمانية القادمة، إلا في إطار حل وطني شامل، كما طالبت بإسقاط الدستور وإقالة النائب العام الحالي، ويأتي قرار عدم المشاركة ليؤكد بأن الأزمة في مصر، تتخذ خطا تصاعديا يوما بعد يوم.