قال الوزير الأول، عبد المالك سلال، لمستمعيه من أعيان منطقة إليزي: ''يجب أن تكونوا فخورين بالجزائر وبقوة جيشها''، لكنه دعاهم إلى ضرورة اليقظة لأن هذه المنطقة قد تتعرض لهزات بالنظر لما يجري في دول الجوار. كما شدد سلال بالقول: ''لابد من استرجاع الأمن بهذه المنطقة التي تعيش على السياحة''. ومنذ البداية وضع سلال النقاط على الحروف: ''هناك شرذمة تحاول بث القلاقل في المنطقة وتتحدث عن الجنوب مالجنوب والشمال مالشمال، نحن في سفينة واحدة''، في إشارة إلى أن هناك جزائر واحدة. وكان سلال يتحدث أمس بتيفنتورين في عين أمناس بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات. وبشأن ضعف وسائل إنجاز المشاريع في ولاية إليزي، كما أشار إليه الوالي، رد سلال على هذا المشكل بالقول: ''إذا كان لابد أن نأتي بالصينيين لتغطية العجز، فليس لدى الحكومة أي مانع''. لكنه شدد: ''لابد من إنجاز برامج المنطقة حتى ولو باللجوء إلى صيغة التراضي في منح الصفقات''. وجدد أعيان المنطقة، في بيان لهم، شجب الاعتداء الإرهابي على مصنع تيفنتورين. واغتنموا لقاءهم مع الوزير الأول لطرح مشاكلهم. العربي طواهرية، أحد سكان المنطقة أثار مشكل انقطاع الهاتف وقضية نقل المرضى في مدن الجنوب، وحذر مما وصفه قنبلة '' انتشار الهجرة الإفريقية في المنطقة''، وقال إن المهاجرين وراء غلاء المعيشة. جيلالي، شاب ممثل عن شباب عين أمناس، قال: ''إن المنطقة لا يحميها إلا أهلها''، مقترحا إدماج الشباب في سلك حرس الحدود لحماية البلاد. وحاول نفس المتحدث الحديث عن تصريحات وزير الداخلية السابقة التي أغضبت بعض السكان، ولكن سلال أوقفه: ''القضية طويت ولا داعي للعودة إليها''. وتدخل آخر قائلا: ''أبلغ من العمر 32 سنة ولم تطأ قدماي قط شركة سوناطراك، هناك جهوية وليس هناك عدالة''، مشيرا: ''الذين صعدوا إلى الجبل في جانت يملكون شهادات''، في إشارة إلى وجود ظلم في حقهم، إلا أن عبد المالك سلال أوقفه: ''أنا قلت إن باب الحوار مفتوح مع هؤلاء في إطار المصالحة، لكن العنف ورفع السلاح غير مقبول، وعليكم توعية الذين رفعوا السلاح ضد بلدهم''. وأعلن سلال في هذا الصدد أن الجيش قرر توظيف ثلاث سرايا من مهاري المنطقة، لكنه لم يجد شبابا لذلك، كما ذكر أن هناك من تم توظيفهم في سوناطراك، لكن يوجد من بينهم من أعطى معلومات للإرهابيين. وأعاد عبد المالك سلال، أمس، تشغيل الشطر الأول من مصنع الغاز لتيفنتورين الذي توقف على إثر الاعتداء الإرهابي الشهر الفارط. وقال سلال إن أحسن رد على الإرهاب الهمجي هو عودة المصنع الغازي للإنتاج. وحرص الوزير الأول على طمأنة عمال المنشأة الغازية ومن ورائهم الجزائريين ''لأن في الجزائر شعبا واحدا واقفا بجيشه وحكومته''، معلنا أن ما قام به الجيش ''لم يحققه أي جيش في العالم''. وذكر سلال في كلمة مقتضبة بأن الاحتفال بذكرى 24 فيفري بتيفنتورين: ''هو إحياء لتصدي الجزائريين للإرهاب الدولي الذي أراد المساس باقتصادنا وشق صفوف شعبنا''. وحذر سلال: ''يجب ألا يخدعوكم بأنهم إسلاميون''، في إشارة إلى المعتدين، معلنا: ''إنهم إرهاب همجي لمرتزقة''. وسلم سلال، الذي كان مرفوقا بوزراء الطاقة والداخلية والاتصال والعمل، بالمناسبة، وساما من مصف الاستحقاق لوالدي عون الأمن المرحوم محمد لمين لحمر ''عرفانا بتضحيته وعمله الجبار''. وزير الطاقة يوسف يوسفي الذي وصف قرار تأميم المحروقات بأنه كان في ظروف صعبة وكلل بنجاح باهر بفضل رفع العمال للتحدي، عاد للتأكيد بأن الجزائر ''تتمتع باستقرار سياسي''، معتبرا أن التدخل الحازم والسريع للجيش أفشل الهجوم الجبان، وهو ما يستوجب كل العرفان والتقدير. وذكر أن ما قام به الجيش ''يعد رسالة واضحة وردا جذريا على الإرهاب ولكل المغامرين أيا كانوا''. بدوره أشاد الأمين العام للمركزية النقابية، عبد المجيد سيدي السعيد، بدور الجيش، داعيا في هذا السياق: ''نطلب من كل نقابيي العالم التضامن مع الشعوب التي تواجه الإرهاب على غرار ما يجري في مالي''. وكانت الرسالة التي حملها الوزير الأول تقول إن الدولة الجزائرية واقفة ومستعدة لمواجهة كل التحديات، وهو ما جسدته اللافتات التي اختيرت للمناسبة، بحيث كتب عليها ''تضامن، تجنيد ضد الإرهاب''، وعلى أخرى: ''كلنا مجندون وراء رئيس الجمهورية من أجل النهوض بالبلاد''، حتى وإن غابت عن الذكرى صورة الراحل هواري بومدين. واغتنم بعض العمال فرصة تواجد الوزير الأول لتبليغه شكوى بشأن تدني أجورهم التي لا تتجاوز35 ألف دينار. وحتى وإن فوجئ سلال بذلك، إلا أنه طمأن مستقبليه بالقول: ''المركزية النقابية تمارس علينا ضغوطا في هذا المجال، وسيكون هناك خير إن شاء الله''.