نجح، أمس، البياطرة في شل معظم المذابح عبر الوطن، حيث توقفت جميع عمليات الذبح واضطر العاملون على مستوى هذه المؤسسات إلى مغادرتها في الساعات الأولى من النهار، فيما أكدوا أن نهاية الأسبوع عرفت إقبالا غير مسبوق على المذابح تحسبا للإضراب الذي تجاوزت نسبته الوطنية، بحسب النقابة، 90 بالمائة. شرع أمس حوالي 1700 بيطري يعملون على المستوى الوطني في إضرابهم الوطني، للضغط على وزارة الفلاحة، وإلزامها بإعادة هيكلة المصالح البيطرية على المستوى المركزي والمحلي، بهدف تكريس الاستقلالية في المهام وتمكين مستخدمي القطاع من إمكانيات ووسائل العمل في ظل الأرقام المخيفة التي كشفت عنها النقابة بخصوص وضعية المذابح، وتؤكد بأن 80 بالمائة منها لا تتوفر على شروط الصحة والنظافة، ناهيك عن غياب الأمن وانتشار الاعتداءات باستخدام الأسلحة البيضاء. وعرفت مذابح ولايات الوسط، أمس حالة شلل تامة، حيث أغلقت مستودعات الذبح منذ الصباح، وبقي البياطرة المكلفون بمراقبة مختلف أنواع اللحوم في مكاتبهم، مثلما تم الوقوف عليه في مذبحي رويسو والحراش، الذي بدا خاليا على عروشه، حتى أن الإدارة أغلقت أبوابها ليتحول المذبح إلى مكان مهجور، اضطر البيطرية المسؤولة عن المراقبة، إلى الرحيل، رغم تعليمات النقابة بعدم مغادرة مكاتب العمل لضمان الحد الأدنى من الخدمات. وبالنسبة لولايات الشرق، وبعض ولايات الجنوب، كشف المكلف بالتنظيم على المستوى الوطني للنقابة البيطرية، حسان دخيلي، أن نسبة الاستجابة للإضراب بلغت 99 بالمائة، بعد أن لبى ما يقارب 600 بيطري على مستوى ولايات باتنة وقسنطينة وجيجل وميلة والطارف وسوق أهراس وعنابة نداء النقابة التي لا تزال تتمسك بجملة من المطالب من أهمها إنشاء مديرية مستقلة للمصالح البيطرية. وفي ولايات غرب البلاد لم تظهر آثار إضراب البياطرة في السوق، رغم الاستجابة الواسعة، التي بلغت مستوى قياسيا في وهران مثلا، التي يشتغل فيها 32 طبيبا بيطريا ملحقين بمديرية الفلاحية توقف منهم 31 بيطريا، واشتغل فقط الطبيب العامل في مسمكة وهران. ولم يظهر، نهار أمس، اضطراب في سوق اللحوم الحمراء في السوق، والتي يعرف كل الناس أنها تعتمد أكثر على الذبح غير الشرعي، بالإضافة إلى التراجع الكبير في استهلاك اللحوم الحمراء الطازجة في الولاية بسبب غلاء أسعارها، حيث يقول صاحب قصابة تقع في حي بلاطو بوسط مدينة وهران ''كنت أذبح أسبوعيا 50 خروفا فما فوق، ومنذ أن قررت الحكومة زيارة رواتب المستخدمين، تراجع نشاطي وصرت أبيع بصعوبة 25 خروفا''. ويضيف ''الزبائن صاروا في غالبيتهم يلجأون إلى اللحوم المعروضة في الأسواق الأسبوعية واللحوم المجمدة''.