تشريح جثة الأسير جرادات يكشف وجود آثار التعذيب شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أمس، بقرية السعير بالخليل، في تشييع جنازة الشاب الفلسطيني عرفات جرادات، الذي استشهد في سجن إسرائيلي، السبت الماضي. واشتبك شباب فلسطينيون مع عناصر الجيش الإسرائيلي منذ الصبيحة، وتواصلت ظهرا أمام سجن عوفر، قرب رام الله. وجرح خلالها سبعة من المتظاهرين، حسب مصادر طبية. أكد وزير الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع، في ندوة صحفية نشطها أمس بالخليل، أن تشريح جثة الشهيد بينت آثار تعذيب. وأوضح أنه وجدت كدمات على منطقة الظهر من الجهة العلوية اليمنى، وعلى الصدر من الجهة اليمنى، وآثار تعذيب على مستوى الظهر، وجروح عميقة داخل أنسجة العضلات بمحاذاة العمود الفقري. وأفاد قراقع بأن الطبيب الشرعي أكد خلو القلب من أي علامات مرضية وجلطات قلبية، وأن الشرايين القلبية مفتوحة ولا توجد فيها أي آثار مرض، كما ادعى الطرف الإسرائيلي قبل تسليم الجثة لذوي الضحية. وأشار المتحدث إلى كسر في الضلعين الثاني والثالث من جهة الصدر اليمنى، وكسر في الكتف وإصابات في الشفة السفلى وآثار سائل في الأنف وإصابات في اليد اليمنى.. ما يؤكد أن جرادات لم يمت بسكتة قلبية، وإنما بسبب التعذيب، كما قال. وفي أول رد فعل، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في خطاب ألقاه أمس بمقر السلطة برام الله، إن وفاة جرادات ''لا يمكن أن تمر ببساطة (...) ولن نسمح بأن يقضي الأسرى حياتهم وعمرهم في السجون''. واتهم إسرائيل بنشر ''الفوضى''. وتوعد الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان وزعته كتائب الأقصى في قرية سعير، مسقط رأس الشهيد، قرب الخليل، بأن ''الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد على هذه الجريمة''. فيما أكدت لجان المقاومة الفلسطينية أن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي أصبحت ''هشة'' وهي بحاجة إلى''إعادة النظر''، وأن ''كافة الخيارات لدى المقاومة باتت مفتوحة تجاه تحرير الأسرى وأن المقاومة ستنصرهم بكل ما تملك من وسائل''. وعن حالة الاستنفار القصوى التي تعيشها إسرائيل جراء استشهاد جرادات، وترقبها لاندلاع انتفاضة ثالثة، استبعد نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ذلك، وقال إنه لا يوجد في القيادة الفلسطينية من يخطط لانتفاضة ثالثة، إلا أن ''إسرائيل تثير الغضب في كل العالم وتجر المنطقة إلى دائرة من العنف''. من جانبها، تحاول إسرائيل التخفيف من ضغط الشارع الفلسطيني باتخاذ جملة من الإجراءات، منها رفع الحواجز في الضفة، وتفادي الاصطدام، وعدم استخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين، والتركيز على قوى مكافحة الشغب، كما رفعت الحظر عن الأموال الفلسطينية المجمدة، ومنع اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين.