أعلنت السلطة الفلسطينية، مساء أول أمس، أن وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات في سجن إسرائيلي كانت نتيجة التعذيب وليس جراء أزمة قلبية كما صرحت به السلطات الإسرائيلية. قال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع في مؤتمر صحافي لعرض نتائج التشريح الذي شارك فيه طبيب فلسطيني، أن نتائج التشريح أثبتت تعرض الأسير جرادات للتعذيب. وأضاف قرقاع أن الرواية الإسرائيلية التي ألفت عقب وفاة السجين الفلسطيني كاذبة لأن جرادات نتيجة تعذيب شديد محملا إسرائيل مجددا المسؤولية التامة عن قتلها العمدي للشهيد الفلسطيني، حيث بيّن التقرير أن قلب المتوفى كان سليما تماما ولا وجود لأثار تجلطات قلبي، وبحسب النتائج الأولية التي أعلنها قراقع استنادا إلى مدير الطب الشرعي لدى السلطة الفلسطينية، الذي شارك في عملية التشريح، فإن جثة جرادات تحمل آثار كدمات في الجهة اليمنى العلوية من الظهر، وآثار تعذيب في الجهة اليمنى من الصدر بشكل دائري، وكدمات عميقة في عضلة الكتف اليسرى، وكدمات تحت الجلد في الجهة اليمنى من الصدر، كما أفادت النتائج أن القلب خال من الأمراض والشرايين سليمة. وأشار إلى وجود كسر في الضلعين الثاني والثالث من الجهة اليمنى للصدر، وإصابات في باطن الشفة السفلى وآثار دم تحت الأنف وكدمات في العضلة اليمنى للوجه. غير أن وزارة الصحة الإسرائيلية قالت، في بيان لها، إن النتائج الأولية للتشريح غير كافية لتحديد سبب وفاة الأسير الفلسطيني، مشيرة إلى أن التشريح لم يرصد آثار جروح خارجية باستثناء تلك الناتجة من محاولات الإنعاش التي تسببت للسجين في كدمة خفيفة في الصدر الأيمن وإصابتين داخليتين الأولى في الكتف والثانية في الصدر الأيمن، وأن التحقيقات متواصلة بشأن ظروف وفاته. كما طالبت منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية بفتح تحقيق مستقل فعال وشفاف يتم إنجازه سريعا لشف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وفاة السجين، وقالت في بيان أصدرته، إن التحقيق يجب أن يشمل كامل ملابسات الوفاة ويدرس أجواء المعاملة التي تلقاها المعتقل خلال استجوابه، والإجراءات المتبعة من جانب المحققين الذين تعاملوا معه داخل السجن. وكان الفلسطينيون قد شيعوا في مدينة الخليل جثمان عرفات جرادات، البالغ مع العمر 30 عاما، والتي أثارت الكثير من ردود الأفعال حيث رفض المعتقلون الفلسطينيون، وعددهم 4500 في السجون الإسرائيلية، تناول الطعام الأحد احتجاجا على وفاة جرادات، وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من أعمال العنف، تخللت احتجاجات على ظروف المعتقلين الفلسطينيين، وصلت إلى اشتباكات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، احتجاجا على مواصلة اعتقال أربعة من المضربين عن الطعام.