الخارجية: تصريحات بن كيران سطحية وتقوم على المخادعة انتقدت الحكومة الجزائرية، أمس، تصريحات أدلى بها رئيس الحكومة المغربية، عبد الله بن كيران، تعرض فيها للجزائر بشأن قضية الصحراء الغربية ومالي، ووصفت الخارجية الجزائرية هذه التصريحات بأنها ''سطحية ومصطنعة وتبحث عن حجة مخادعة''. قال الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، إن تصريحات بن كيران ''لا تعكس فقط مشكلا في الرؤية السياسية لمشاكل المنطقة، من قبل الطرف المغربي، وليست سطحية فحسب، بل إنها تقوم على حجة مخادعة وأسباب مصطنعة''. وأضاف بلاني، في تصريح ل''الخبر'': ''لا نريد أن نتحدث عن ظروف نشأة الأزمة في مالي، فالجميع يعرف ذلك، لكننا نكرر حتى ما لا نهاية أن مسألة الصحراء الغربية ليس لها أي بعد ثنائي بين الجزائر والمغرب، هذا منطق قديم، بل هي مسؤولية الأممالمتحدة وجميع العالم يعرف ذلك''. وأضاف: ''الإخوة في المغرب يدركون أن مسألة الصحراء الغربية تم تسجيلها ووضعها منذ فترة طويلة بين يدي الأممالمتحدة ضمن المناطق ال16 المعنية بتصفية الاستعمار وتقرير المصير، والتي تتكفل بها اللجنة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار''. وأكد المتحدث باسم الخارجية: ''لهذا السبب تؤكد الجزائر مجددا التزامها الراسخ بتطبيق مبدأ الأممالمتحدة بشأن إنهاء الاستعمار ودعم الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتشجيع التوصل إلى حل على أساس تقرير المصير للشعب الصحراوي''. وجاء رد الخارجية الجزائرية عقب التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بن كيران، للقناة الفرنسية الخامسة، قال فيها: '' كل العالم يعرف أنه لو أرادت الجزائر تسوية نزاع الصحراء في يوم واحد لفعلت، والجزائر هي المسؤولة أيضا عن استمرار غلق حدودها المشتركة مع المغرب''. وفي نفس السياق، أكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في برقية بعث بها إلى الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 37 لإعلان الجمهورية الصحراوية، استعداد الجزائر ''لمساندة ودعم المجموعة الدولية في مساعيها لحل مسألة الصحراء الغربية''. وقال الرئيس إن ''الجزائر ستواصل، وبصفتها بلدا مجاورا، تشجيع الطرفين على السعي إلى بلوغ هذا الحل في كنف احترام الشرعية الدولية''. وعبر عن أمله في ''أن ينجح الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة ومبعوثه الشخصي في مساعدة المغرب وجبهة البوليساريو على التوصل إلى حل عادل ودائم في الصحراء الغربية''، وجدد ''حرص الجزائر على احترام مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للشرعية الدولية في مجال تصفية الاستعمار''. وتزامنت تصريحات بن كيران مع ملاسنة جرت قبل يومين في مقر الأممالمتحدة بين المندوب الدائم المغربي ونظيره الجزائري خلال اجتماع اللجنة الأممية الخاصة بعمليات حفظ السلام. وأفادت نشرية الأممالمتحدة الخاصة باجتماعات اللجنة بأنه خلال مناقشة ملف الصحراء الغربية، وجه المندوب الجزائري مراد بن مهيدي انتقادات حادة للسلطات المغربية بشأن محاكمة خمسة وعشرين ناشطا صحراويا أمام محكمة عسكرية مغربية. وقال المندوب الجزائري إن ''بعثة الأممالمتحدة الخاصة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء ''المينورسو'' ''فريدة من نوعها كونها لا تتضمن جهازا لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، ولم تستطع التدخل في قضية مخيم ''أكديم إيزيك'' بسبب هذا القصور''. غير أن هذه الانتقادات دفعت المندوبة المغربية في اللجنة إلى الاعتراض بقوة على تصريحات المندوب الجزائري وطالبت بنقطة نظام، رد عليها المندوب الجزائري، غير أن الدبلوماسية المغربية طلبت مجددا حق الرد واعتبرت أن الانتقادات الجزائرية الملتهبة ضد المغرب مرتبطة بقرب موعد التجديد الدوري لبعثة ''المينورسو'' في أفريل المقبل.، وأثار هذا حفيظة المندوب الجزائري الذي رد مجددا ونفى أن يكون للجزائر أي تدخل في قضية الصحراء الغربية، باعتبارها قضية تخص الأممالمتحدة، وعادت المندوبة المغربية للقول إنه ''ليس للجزائر أن تُعطي دروسا للمغرب''. وأبانت هذه التطورات والتصريحات أن العقدة المستحكمة في مسار العلاقات الجزائرية المغربية هي قضية الصحراء الغربية، كما يقلل هذا التشنج الحاد من فرص إحداث تقارب بين البلدين.