شن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هجوما حادا على نائبة الأسبق علي سالم البيض، متهما إياه بالوقوف وراء أعمال العنف التي شهدتها محافظات جنوبية منذ الخميس الماضي.جاء ذلك خلال خطاب ألقاه صالح، اليوم الأربعاء، أمام المئات من أنصاره، الذي احتشدوا اليوم في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، في مهرجان أطلق عليه شعار "مسيرة الوعد والوفاء" في الذكرى الأولى لتسليم السلطة إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.وأقيم في مثل هذا اليوم قبل عام حفل رمزي في دار الرئاسة بصنعاء، سلّم فيه صالح لهادي علم اليمن في احتفال أقيم بدار الرئاسة.وعاد صالح للظهور مجددا من على منصة ميدان السبعين بصنعاء، وهو المكان الذي اعتاد أن يهاجم منه خصومه في غمرة أحداث الثورة التي اندلعت ضد نظام حكمه وأجبرته على التنحي إثر مبادرة لدول الخليج بدعم دولي مقابل منحه حصانه من الملاحقة القضائية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 في العاصمة السعودية الرياض، ليليها تسليم صالح السلطة لنائبه، آنذاك، هادي الذي صار رئيسا بتوافق سياسي.وفي كلمة مقتضبة بعكس خطاباته السابقة، أشار "علي صالح" إلى ما يجري في جنوب اليمن من أحداث عنف وكرر كلمة "لا للانفصال"، وانتقد بشده من يستلم أموالا من إيران لإراقة الدم اليمني وقال إن " أيامه معدودة وسيلاقي ربه " في إشارة إلى نائبه "البيض" المقيم بالمنفى.ونالت قوى الحراك الجنوبي المنادية بالانفصال نصيبا من هجوم صالح، مذكرا إياها بأن مشروعها لن يحظى بقبول أبناء الجنوب، وقال "شعبنا في الجنوب موحد ومع الوحدة، قلة قليلة فقط من هم مع الانفصال، والوحدة ليست شورى وقول".وكان من اللافت في كلمة صالح التي دعا فيها أيضا إلى "التسامح والتصالح وبناء يمن جديد"، خلوها من مهاجمة حكومة الوفاق الوطني الذي يشكل حزبه "المؤتمر الشعبي العام" 50% منها، بخلاف المرات السابقة حين دأب على اتهامها بالفشل.وبالمثل عاد أنصار صالح لتكرار ترديد شعارهم "الشعب يريد علي عبدالله صالح"، وهو الشعار الذي كانوا يواجهون به شعار "الشعب يريد إسقاط النظام"، الذي كان يردده المناهضون لصالح خلال احتجاجاتهم قبل عامين. وألقيت في المهرجان كلمات لقيادات في "حزب المؤتمر" وممثلين لأحزاب متحالفة معه أشادت جميعها بصالح ووجهت له المديح.وتشهد مدن الجنوب اليمني أعمال عنف ومصادمات بين الأمن ومسلحي الحراك المنادي بالانفصال عن الشمال، تجددت منذ 21 فبراير/شباط الجاري بالتزامن مع الذكرى الأولى لانتخاب الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي، وراح ضحيتها قتلى وجرحى، كما ترافقت مع خطاب تحريضي نال منه حزب الإصلاح الإسلامي النصيب الأكبر بحرق عدد من مقراته في حضرموت ولحج وعدن.