بدأ العد العكسي للانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن مع إطلاق المرشح التوافقي والوحيد عبد ربه منصور هادي حملته على أمل انتقال البلاد إلى ”بر الأمان” بعد سنة من الأزمة والتوتر، وإنما في ظل دعوات للمقاطعة في الشمال والجنوب· وفيما تدعم القوى الخليجية والدولية بقوة هذه الاستحقاق الذي تشهده البلاد في 21 فيفري ويكرس الانتقال السلمي للسلطة بموجب المبادرة الخليجية، ما زالت قوى في الداخل ترفضه، لاسيما المتمردون الحوثيون والحراك الجنوبي المطالب بالانفصال· وفي خطاب ألقاه أمام ممثلي المعارضة والحزب الحاكم وسفراء الدول الكبرى ودول مجلس التعاون الخليجي في كلية الشرطة بصنعاء، قال نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ”إنها أولى خطوات العبور إلى المستقبل الأمن”· وتوقع هادي في كلمته التي أعلن فيها إطلاق حملته الانتخابية أن يكون هناك ”أيام حرجة” بعد الانتخابات، إلا أنه أعرب عن ثقته في القدرة على ”تخطيها”· وأشار خصوصا إلى أن ”الشعب لم يعد قادرا على تحمل المزيد والصبر على معاناة طالت أكثر مما يجب وأرهقته بأكثر مما يتحمل” و”القناعة التي لمستها وأكثر من ذلك اختبرتها لدى شركاء العمل السياسي بضرورة إخراج البلد من أزمته وإخراج الناس من محنتهم إلى بر الأمان”· كما أشار إلى ”التصميم الإقليمي والدولي على متابعة مساندة اليمن للوصول إلى بر الأمان”· من ناحية أخرى، يشكل يوم الحادي والعشرين من فيفري مفصلا تاريخيا في اليمن، إذ يفترض أن يضع رسميا حدا لعهد الرئيس علي عبد الله صالح الذي غادر البلاد لتلقي العلاج· وتأتي هذه الانتخابات المبكرة بموجب المبادرة الخليجية لانتقال السلطة والتي سبق أن أسفرت عن تشكيل حكومة وفاق وطني وتشكيل لجنة عسكرية لإعادة هيكلة القوى الأمنية والعسكرية التي يسيطر أقارب صالح على معظمها· ويفترض أن يرأس هادي اليمن لمدة سنتين ويقود حوارا وطنيا لحل مشاكل البلاد الكبرى مثل القضية الجنوبية وقضية المتمردين الحوثيين الشيعة في شمال البلاد· ومنذ توقيع صالح المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي في الرياض، أصبح هادي يتولى الصلاحيات التنفيذية لرئيس الجمهورية·