الأشقاء في المغرب ما زالوا يمارسون نفس الأساليب مع الجزائر في مسألة استغلال المصاعب التي تواجهها الجزائر من حين لآخر.. سواء المصاعب الداخلية كالتي حدثت في التسعينيات أو المصاعب الخارجية كالتي تحدث الآن على الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية.! ما قاله بن كيران.. رئيس الوزراء المغربي بخصوص الأزمة المالية وتلميحاته للجزائر وموقف الجزائر.. وإشادته بالفعل الفرنسي يشبه الموقف المغربي في عهد الحسن الثاني من مسألة الإتحاد المغاربي.. حين جمد المغرب هيئات الإتحاد في إجراء، الهدف منه الضغط على الجزائر لعزلها وهي تعيش مشاكل داخلية ظن الملك أنها مناسبة ذهبية لإنهاء دور الجزائر في المنطقة. ولكن نتائج الموقف المغربي هذا كان وبالا على المغرب لا يزال يعاني منه إلى الآن، وعملية غلق الحدود ما هي إلا الوجه البارز لهذه العملية التي خلقها المغرب بالأساس.! وبكل أخوة نقول للأشقاء في المغرب ليس من الأخوة والجيرة الحسنة ولا من الأخلاق السياسية وغير السياسية اللجوء إلى الإستثمار السياسي في مصاعب الجار من أجل إثبات الوجود وتحقيق المكاسب السياسية. وقد جرّبتم يا أشقاءنا في المغرب حكاية استغلال المتاعب الداخلية للجزائر في سنوات التسعينيات.. ورأيتم كيف كانت النتيجة على حال العلاقات الثنائية؟! فلماذا يعود بن كيران إلى نفخ كيره من جديد؟! واليوم تعاودون نفس الأخطاء مع الجزائر.. حين تعتقدون أن المصاعب التي تواجهها الجزائر على حدودها الجنوبية وفي علاقاتها مع فرنسا يمكن أن تساعدكم على تحقيق ما تريدونه في المنطقة، فالمزايدة على الجزائر بالتنسيق مع فرنسا في الساحل والصحراء قد يفيد المغرب سياسيا وأمنيا مرحليا ولكنه لن يفيده على المدى البعيد. الموقف الصحيح للأشقاء في المغرب ليس التنسيق مع فرنسا وأذنابها في الساحل والصحراء ضد الجزائر.. بل الموقف الصحيح هو التنسيق مع الجزائر بجعل الجزائر والمغرب القوتان الضامنتان للأمن والسلم في المنطقة. فتح الحدود مع الجزائر يا أشقاءنا لا يمر أبدا بالضغط على الجزائر عبر باريس أو باماكو أو عبر انتهازية الرباط.. بل يمر عبر الجزائر.. الضغط الصحيح على الجزائر هو أن يكف الأشقاء في المغرب عن البحث عن القمل في رأس حكام الجزائر.! لاحاجة لي في القول: إن تعرية المغرب لظهر الجزائر أمنيا في قضية الأمن على حدودنا الجنوبية والشرقية لا يخدم العلاقات مع الجزائر.. ومن يعتقد أن الجزائر يمكن أن تركع إذا اجتاحها الربيع العربي الموهوم والمشبوه مثل ما هو الحال في ليبيا وتونس والمغرب هو في الحقيقة يعيش الوهم.. فالجزائر لن تكون ذيلا في المنطقة حتى ولو حكمها الإسلاميون. يا أشقاءنا في المغرب نحن في الجزائر لا نحبذ الاستثمار السياسي في مصاعبكم.. ولم نفعل ذلك طوال تاريخنا.. لأن الجيرة الحسنة تمنعنا من ذلك، فكفوا عن تكرار الأخطاء ضدنا فباريس لا تحب الخير لنا ولكم.