قال رئيس الحكومة المغربية وأمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الله بن كيران أول أمس، لصحيفة التجديد (الناطقة باسم الحزب) أن ''ظروف انعقاد القمة المغاربية لم تنضج بعد''، وأضاف ''ما دام لم تفتح الحدود بين المغرب والجزائر فإن القمة المغاربية المزمع عقدها بتونس ستكون فقط شكلية''. أوضح رئيس الحكومة المغربية في رد على سؤال للصحيفة (عن غياب تحول نوعي في العلاقات ووجود مبادرات من جانب المخزن، وغياب تجاوب من الجزائر حسب البعض)، أن ''الشعبين المغربي والجزائري تربطهما علاقات الأخوة والمحبة''، وقال ''مع الأسف الشديد القيادة الجزائرية لها رأي آخر وتعاكسنا في وحدتنا الترابية''، في إشارة إلى لموقف الجزائري الداعم لتقرير مصير الشعب الصحراوي. واستدرك بن كيران قائلا إن ''المغرب يراهن في سياسته مع الإخوة الجزائريين على المستقبل وعلى التاريخ''، ومشيرا إلى أنه ''في النهاية لا يمكن أن تتصالح ألمانيا وفرنسا وتظل الجزائر في خصام مع المغرب''. ويعكس موقف رئيس الحكومة المغربي، الذي تسبب في حادث دبلوماسي خلال حضوره جنازة الرئيس الرحل أحمد بلة في أفريل الماضي، حيث انسحب خلال المراسم، إحباط المخزن من تصلب الموقف الرسمي الجزائري، الذي يقاوم الإغراءات والضغوط لفتح الحدود البرية المغلقة منذ شهر أوت 1994، كما أنه تيقن بعد 8 أشهر في الحكم واطلاعه على ملف العلاقات الثنائية وتعقيداتها لا يمكنه أن يحصل على هديه فتح الحدود البرية التي فشل في الحصول عليها غيره من قادة الحكومات المغربية السابقين. وبالنسبة للملاحظين، فإن استمرار بن كيران الذي تربى في عائلة مقربة من حزب الاستقلال، في مضايقة الجزائر في المنابر السياسية والإعلامية لا يساعد في التقدم إلى الأمام، بل قد يؤدي إلى كسر الديناميكية التي برزت في عهد سلفه من خلال تبادل الزيارات على المستوى الوزاري وتواصلت منذ وصول الائتلاف الحكومي الذي يقوده إلى الحكم الخريف الماضي. ومع ذلك يحسب لبن كيران خطابه الصريح في وضع العلاقات الدبلوماسية في سياقها الصحيح، على العكس من الخطاب الذي يردده الدبلوماسيون المحترفون، بأن كل شيء بخير بين البلدين. ويشير خطاب رئيس الحكومة المغربي إلى ابتعاد فرص عقد قمة مغاربية يسعى الرئيس التونسي المنصف المرزوقي لعقدها بأي ثمن. وتحفظت الجزائر في وقت سابق على تحديد موعد القمة في العاشر من شهر أكتوبر المعلن في العاصمة تونس، وقال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني إن ''تاريخ انعقاد هذه القمة لا يزال محل مشاورات، وسيتم تحديده عند استكمال المسار التحضيري لضمان أفضل شروط النجاح لهذا الموعد الهام''. وكان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر قد أكد أمس إمكانية تأجيل قمة اتحاد المغرب العربي المزمع عقدها في العاشر من أكتوبر المقبل بمدينة طبرقة بالشمال التونسي.