أعلن الجيش التشادي، مساء أمس، مقتل مختار بلمختار زعيم كتيبة الملثمين المنشقة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في هجوم على معقله في شمال مالي. قال المتحدث باسم قيادة أركان جيش تشاد، في تصريحات له، إن قواته قتلت زعيم كتيبة الملثمين، مختار بلمختار، المكنى خالد أبوالعباس، في هجوم شنه، في حدود منتصف نهار أمس، على مخبئه في شمال مالي. وأوضح المتحدث، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن جنودا تشاديين حاصروا معقل بلمختار في المكان المسمى وادي ''أمتيتاي'' في شمال مالي، وأنهم قتلوا عددا من الإرهابيين كانوا برفقة بلمختار، منفذ الاعتداء الإرهابي في عين أمناس، منتصف جانفي الماضي. ويعتبر بلمختار ثاني قادة تنظيم القاعدة في الساحل يلقى مصرعه، بعد إعلان مقتل عبد الحميد أبوزيد، في هجوم مماثل لكتيبة تابعة للجيش التشادي، أواخر شهر فيفري الماضي. وكان الرئيس التشادي، إدريس ديبي، قد صرح مؤخرا أن قوات بلاده قتلت أحد أبرز قادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو عبد الحميد أبو زيد، يوم 22 فيفري، خلال اشتباكات وقعت في سلسلة جبال إيفوغاس قرب الحدود الجزائرية. وقال ديبي، أمام كبار المسؤولين الذين قدموا لتعزيته بعد الحفل الذي أقيم، الجمعة الماضي، لتكريم 26 جنديا تشاديا قتلوا في شمال مالي في تلك الاشتباكات: ''خسرنا جنودنا في سلسلة جبال إيفوغاس بعدما دمروا قاعدة للجهاديين، إنها المرة الأولى التي تحصل فيها مواجهة مع الجهاديين، وقد قتل جنودنا زعيمين جهاديين، أحدهما أبو زيد، وحرروا مدينة تيساليت من قبضتهم''. وبلمختار، وهو أحد الجزائريين الأفغان، من مواليد مدينة غرداية وسافر إلى أفغانستان وهو ابن 19 سنة فقط، وقد أصيب في إحدى عينيه فأصبح يلقب بعد ذلك بالأعور. ولما عاد إلى الجزائر التحق بصفوف الجماعات المسلحة واشتغل بحماية نشاط عصابات تهريب السجائر والمخدرات والسلاح. ويعتبر مقتل بلمختار ضربة قاصمة لظهر التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل، لما كان له من تأثير على أتباعه من القبائل العربية والتوارف. كما يشكل مقتله ومقتل أبوزيد أهم نتائج التدخل العسكري في شمال مالي.