والدة إسلام للخبر: ''بالله عليكم رجعولي وليدي'' لم يعر القاضي المغربي، أي اهتمام لتقرير الطبيب الشرعي المغربي الصادر بتاريخ 13 فيفري، والذي يؤكد صراحة على أن الضحية المزعوم ''لا يحمل أية آثار لعنف أو هتك عرض''، ليبقى التساؤل لماذا أغفل القاضي هذا التقرير طيلة التحقيق القضائي والأمنى؟ أحال قاضي التحقيق للأحداث المغربي، مساء أول أمس، الطفل الجزائري إسلام خوالد 15 سنة المحبوس بسجن الأحداث في مدينة أغادير، على محكمة الجنايات بنفس المدينة، بعدما قام بتكييف الأفعال المتضمنة في أوراق القضية على أنها جناية. قرار القاضي جاء بعد أن أبعد من أمامه الاحتمال الذي كان شعرة الأمل المتبقية لوالد اسلام السيد عزالدين، والمصالح القنصلية وفريق الدفاع الذين قضوا أطول يوم اثنين في حياتهم على حد وصف المصادر. وحسب هذه الأخيرة، فإن والد المتهم استدعي أمس ايضا لأجل إطلاعه على قرار قاضي التحقيق بشكل رسمي، وسلمته مصالح القضاء هناك استدعاء لحضور جلسة المحاكمة المتوقعة منتصف الاسبوع القادم. وحسب محيط عائلة إسلام، فإن هذا التطور الجديد في القضية يعاكس توقعات المتتبعين لملف بطل افريقيا في رياضة الزوارق الشراعية، حيث وصفها فريق الدفاع بأنها ''مخيبة.'' وفي اتصال هاتفي معه، قال مصدر حضر مجريات الاحداث بمحكمة اغادير، أن التهم المنسوبة الى اسلام تلخصت في ''هتك عرض بالعنف ضد قاصر يقل عمره عن 18سنة بمساعدة شخص آخر.'' وبالتكييف المذكور، فإن عقوبة السجن المتوقعة حسب المادتين 485 و487 من القانون الجنائي المغربي واللتين تنصان صراحة على أن العقوبة في حالة الادانة تتراوح ما بين 10 و20 سنة حبسا نافذا. ويقول محامي الدفاع الأستاذ خالد سلام ل''الخبر'' أن مجريات الأحداث تغيرت في معطياتها الجديدة، مضيفا ''كنت أتوقع الإفراج عن إسلام لكن التكييف بهذا الشكل سيعقّد المهمة''. ويوضح نفس المتحدث بأن تصريحات أطراف القضية جاءت مجمعة على ان ما حدث كان مجرد لعب وعراك ومزح صادرة عن شقاوة اطفال قصر، لكنها وصلت الى درجة المبالغة في وصف اللعب الصبياني الى جريمة اعتداء جنسي! ويؤكد الاستاذ سلام أن الحادثة خالية من أي تخطيط مسبق لارتكاب فعل اجرامي خاصة وأن اعمار اطراف الحادثة لا تتجاوز 14 سنة. تحريف لتاريخ ميلاد إسلام ! تشير المعلومات التي تحصلت عليها ''الخبر'' إلى أن أطرافا في المغرب وفي مقدمتها بعض الصحف التي نشرت في العشرين من الشهر الماضي والرابع من مارس الجاري، أي قبل أسبوع من نشر نبأ الحادثة في أعمدة ''الخبر''، حيث اجتهدت الصحف المغربية وعلى رأسها ''لوبينيون'' و''الصباح''، في تقديم إسلام في شكل شاب يافع عمره 16 سنة، في حين أنه من مواليد 19مارس 1997وأن الطفل المغربي الذي زعم بشأنه الإعلام المغربي أنه يبلغ 14 سنة، بينما الحقيقة أن عمره 12 سنة . وتدعو هذه الحقائق الى التساؤل عن الدافع من وراء هذا التحريف في الوقائع وتواريخ الميلاد.
والدة إسلام تناشد السلطات الجزائرية التدخل ''توحشتو.. بالله عليكم رجعولي وليدي'' كانت تحت وقع الصدمة.. استقبلتنا بوجه شاحب وبمحيا طغى عليه حزن عميق.. كانت طيلة تواجدنا معها قلقة تفرك أصابع يديها المرتعشتين عساها تروّح عن قلق دفين لا يفارقه قلبها وعقلها. تلك هي السيدة صفية خوالد والدة ''إسلام'' المحبوس منذ أكثر من ثلاثة أسابيع بالمغرب. استقبلتنا السيدة صفية ببيتها بالدموع وودعتنا بالدموع وهي تردد ''توحشتو.. بجاه الله كونوا حقانيين ورجعولي وليدي''. كان الجو باردا ميزه وابل الأمطار التي كانت تتساقط على ذلك الحي الذي تخاله خاليا من سكانه، خاصة وأننا وصلناه بداية الظهيرة، حيث عثرنا بصعوبة على من يدلنا على مسكن عائلة بحي خايطي بسطاوالي الذي طرقناه عديد المرات قبل أن تفتح لنا سيدة في العقد الرابع، استقبلتنا ورافقتنا إلى غرفة استقبال بالطابق الأول، كان أول ما استرعى انتباهنا ونحن ندخلها تلك الميداليات والأوسمة الكثيرة التي صففت داخل خزانة، أكدت لنا السيدة ''صفية'' التي ترددت في بادئ الأمر بالتحدث إلينا لترتاح بعد طمأنتنا لها بأننا هناك لتبليغ نداء أم موجوعة لأصحاب القرار، أكدت أنها الميداليات التي منحت لابنها إسلام وأخويه ضمن بطولات جزائرية وقارية في رياضة الزوارق الشراعية. مضيفة أنها أم لخمسة ذكور تربوا في حضن البحر، لأن العائلة كانت تقطن بمنطقة سيدي فرج قبل رحيلها إلى مسكنها الحالي، أو هنالك عانق أبناؤها الخمسة البحر منذ نعومة أظافرهم كما مارس ثلاثة منهم منذ الصغر تلك الرياضة متأثرين بوالدهم الذي كان يعمل بحّارا. حسبي الله فيمن اتهمه بغير ذلك وعن المصيبة التي حلت بالعائلة بعدما تعرض الصغير ''إسلام'' إلى الاحتجاز بأحد سجون المغرب، قالت والدته، أنه سبق لإسلام السفر إلى عديد البلدان على غرار تركيا وفرنسا وقطر وجنوب إفريقيا وتونس، بحكم ممارسته لرياضته التي يعشقهما حتى النخاع منذ سن 6 سنوات. وكانت آخر خرجة له إلى مصر التي عاد منها يوم 05 فيفري الماضي ليسافر إلى المغرب أيام بعد ذلك وبالضبط في 9 فيفري الماضي. وهنا تتوقف الأم المفجوعة في فلذة كبدها عن الحديث لتغرورق عيناها بالدموع، وتضيف قائلة بصوت حزين ''لم أكن أعرف أنها السفرية التي سترمي بصغيري بسجون بلد بعيد وجد نفسه فيه وحيدا بعيدا عن عائلته وأصدقائه وهو الاجتماعي بطبعه الذي يعشق الجو الأسري''. وتتساءل السيدة صفية قائلة ''هل بإمكان فترات لعب ومزاح بين الصغار أن تتحول إلى كابوس دام أكثر من 3 أسابيع على طفل لا يتجاوز عمره 15 سنة''. مؤكدة أنه بطبعه ميّال للعب والمزاح، يجاري الصغار في لعبهم ''ما يحبّش يكبر'' حتى أنها كثيرا ما كانت تنهره للإقلاع عن مجاراة أخيه الذي لا يتعدى سنه ال6 سنوات في اللعب، ''فبالله عليكم كيف لصغير لا زال لعب الأطفال هوايته المفضلة أن يسجن بتهمة التعدي الجنسي على صغير في مثل سنه، حسبي الله ونعم الوكيل''. أما عن الحادثة التي كانت وراء احتجاز ''إسلام''، أكدت لنا أمه أنها لا تتعدى الشجار العادي بين طفلين.. حيث أكد لها صغيرها في حديث له معها عبر الهاتف في الأيام الأولى أنهم عاقبوه على ''لعب ذراري''، وأن الطفل المغربي هو البادي، حيث قصد غرفة مجموعة من الرياضيين الجزائريين أصدقاء ''إسلام'' والذين قاسموه غرفة الفندق خلال إقامتهم بالمغرب، وكان وقتها منكبا على ربط خيوط حذائه الرياضي بعدما انتهي لتوه من استبدال ملابسه، وفي إشارة لعب، قام الطفل المغربي بإنزال سروال ''إسلام'' وهو ما استفزّه، ليعمد بدوره إلى رد الاعتبار لنفسه والقيام بنفس الفعل إزاء الطفل المغربي الذي بدأ في الصراخ، ليهرع لإخبار والده وهو حسب ما سمعت - تقول أم إسلام - عسكري سامي متقاعد قام لتوّه بالتبليغ عن الحادثة التي أخرجت عن إطارها الحقيقي، مع تعمّد إعطائها بعدا سياسيا. إسلام محبط نفسيا وعن الحالة النفسية التي يعيشها الصغير ''إسلام ''أكدت والدته أنها منحطة للغاية، وأنها لاحظت من خلال حديثها معه عبر الهاتف أنه يذبل نفسيا من يوم لآخر، وهو الذي كان كالوردة المتفتحة ويشهد الجميع على مرحه، لتضيف خالته ''مهدية'' التي قدمت من ولاية بجاية لمؤازرة أختها في مصيبتها قائلة ''كان المرح وخفة الروح يميّزانه عن إخوته، ولم يكن من الصغار الذين يتسببون في مشاكل لآبائهم حتى أنه حبّوب ''العائلة، لتضيف قائلة، أنها وقفت بأم عينيها على مؤازرة الجيران وعائلات زملاء إسلام بالمدرسة لهم، حيث قصدوهم عارضين مساعدتهم، خاصة مع غياب الأب وتواجده بالمغرب لمتابعة قضية صغيره. وهنا تدخلت أم إسلام التي كانت تذرف الدموع في صمت لتقول ''من بين من زاروني للمؤازرة أم زميل له بالمتوسط يحمل اسم ''إسلام'' كذلك، أكدت لي أن ابنها ومجموعة من زملائه تفاجأوا بما حصل لزميلهم الذي كانت روحه المرحة هي ما يميزه عن البقية. وكان آخر ما حمّلتنا إياه أم إسلام وهي تودّعنا ودموع الحسرة تنهمر من عينيها، أن نبلّغ أصحاب القرار في بلادنا رجاء أم تنتظر بفارغ الصبر عودة ابنها إلى أحضانها. داعية إياهم التدخّل وإعادته إلى بلده، راجية من الغير عدم تضخيم الأمور ''لأنها لم تتعد لعب ذراري'' حسبما قالت السيدة ''صفية'' التي لم تتوان عن ترديد عبارة ''توحشتو، بجاه الله كونوا حقانيين ورجعولي وليدي''. الجزائر: ص. بورويلة رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوجمعة غشير قضية إسلام لا يمكن تصنيفها جنحة أو جناية قال رئيس الرابطة الجزائرية لحماية حقوق الإنسان، بوجمعة غشير، أن المعلومات حول قضية الطفل إسلام خوالد تصل عبر وسائل الإعلام فقط. وأضاف أن المتداول في الصحف يؤكد أن ما حدث لا يمكن تصنيفه كجنحة أو جناية، وأن ما حدث وقع في مكان عام بمعنى أنه لا يمكن أن يكون اعتداء جنسيا. وفسر سرعة تحرك القضاء المغربي بأن والد الطفل المغربي المعني بالقضية هو ضابط عسكري. وشدد رئيس الرابطة على أن الرسميين المغاربة عوّدونا على استغلال كل الأمور لتشويه صورة الجزائر والجزائريين. مطالبا بإطلاق سراح إسلام خوالد وغلق الملف واعتماد التعقل بالسماع لجميع الأطراف وكشف الحقيقة. وأكد المتحدث أن الرابطة اتصلت بهيئات مغربية، فيما تقوم بالتنسيق مع شبكة ''ندى'' التي يرأسها عبد الرحمان عرعار. رئيس اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان فاروق قسنطيني فترة احتجاز إسلام طالت ويجب معاملته كطفل قال رئيس اللجنة الوطنية لترقية حقوق الإنسان، فاروق قسنطيني، ل''الخبر'' أن هيئته اتصلت باللجنة الاستشارية المغربية لحماية حقوق الإنسان لأجل التحرك في سياق إطلاق سراح الطفل إسلام خوالد الذي يبلغ عمره 14 سنة. وأضاف أن فترة احتجاز الطفل الجزائري طالت ولا يجب أبدا التعامل معه غير كونه طفلا. وأشار ''أن الإعلام المغربي أصبح يخلط الأمور''. البروفيسور مصطفى خياطي رئيس منتدى ''فورام'' قضية إسلام قائمة على ملابسات وشبهات استند رئيس منتدى ''فورام'' البروفيسور مصطفى خياطي، إلى الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل للتأكيد على وجوب عدم إهدار حقوق إسلام. كما أكد أن المعلومات حول القضية تفيد أنها قائمة على ملابسات وشبهات لا يمكن الاعتماد عليها لمعاقبته كونه طفلا. فحتى وإن كان العمل شنيعا كالقتل تم إثبات إدانته في ارتكابه، فإن طفولته تدفع إلى اعتبار القضية خطأ وتتطلب ضمان حقوقه. وتحدث خياطي عن إمكانية توكيل مجموعة محامين للدفاع عن إسلام خوالد، علاوة على اتصال منظمة الأممالمتحدة للطفولة والمجلس الأعلى لحقوق الطفل الواقع مقره بجنيف، لأجل دفع المملكة المغربية الالتزام بالاتفاقيات الدولية لحماية الطفل. قائد الكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم يتساءل لماذا أحاط المغرب قضية إسلام بالسرية؟ انتقد القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم، في اتصال به، غياب الشفافية لدى السلطات المغربية في قضية احتجازها للطفل الجزائري إسلام. وشدّد على وجوب النظر للإطار القانوني للملف. وأكد المتحدث أن الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب تلزم المملكة بحماية الطفل الجزائري. وقال إن الجمعيات المدنية الجزائرية قلقة إزاء المسألة، على اعتبار أن كل الظروف المحيطة بالقضية تثير الاحتجاج سواء مدة الاحتجاز وبعده عن عائلته وحتى نظام الدفاع عنه. وتساءل المتحدث عن السرية التي تحيط بالقضية وعدم تنوير الرأي العام حولها. رئيس شبكة ''ندى'' عبد الرحمن عرعار اتصلنا بجمعيات مغربية للتعاون في الشق القضائي كشف عبد الرحمان عرعار، أن شبكة ''ندى'' كلفت محاميين اثنين سيتوجهان اليوم إلى المغرب للالتحاق بمحاميي العائلة والقنصلية الجزائرية بالمغرب. مضيفا أن هيئته أجرت اتصالات مع جمعيات مغربية لأجل التعاون في الشق القضائي وكذا العمل على إيجاد بدائل بالوساطة بين عائلتي الطفلين الجزائري والمغربي. وفي ظل اعتماد السرية الكبيرة لمعالجة الملف من طرف السلطات المغربية التي انتقدها، قال عرعار إن مدة احتجاز الطفل الجزائري التي تجاوزت 22 يوما أمر غير منطقي بالنظر إلى المعلومات الأولية التي وصلت حول القضية والتي لا تستدعي احتجاز مدة 27 ساعة حسب ما ينص عليه القانون المغربي. كما انتقد المتحدث إجراءات التحقيق، منها غياب توقيع الوالد في المحضر الأولي. نائب عن حزب جبهة التحرير الوطني سعيدة بوناب إنها جريمة ليست غريبة عن ممارسات النظام المغربي ''إقدام السلطات المغربية على احتجاز طفل في 41 من عمره فعل غير مقبول تماما، لكن هذا ليس بالجديد على ممارسات النظام المغربي مع المساجين والناشطين السياسيين الصحراويين، وهو ما وقفت عليه بنفسي بصفتي رئيسة اللجنة البرلمانية للصداقة والأخوة الجزائرية الصحراوية. فهذا الفعل يعتبر جريمة في حق الطفولة، خاصة وأن الطفل لا يحاكم في القانون الجزائري ويسجن، بل يوضع في مراكز متخصصة ويمكنه إكمال تعليمه، كما أن الدستور الجزائري يتكلم عن الطفل على أنه مواطن له كل الحقوق، ومن جانبنا سنناقش كبرلمانيين القضية لنرى الطريقة التي يمكن بها التدخل''. رئيس لجنة الشبيبة والرياضة بالبرلمان محمد قاسم العيد سنعيد إسلام إلى عائلته قريبا أكد محمد قاسم العيد، رئيس لجنة الشبيبة والرياضة والناشط الجمعوي بالغرفة السفلى، أن النواب يحاولون في الوقت الحالي معرفة المعلومات الحقيقية حول قضية الطفل إسلام من نظرائهم المغاربة، ذلك أن الفدرالية الوطنية لرياضة الألواح الشراعية لم تخطر اللجنة بتعرض الطفل للاحتجاز، وهو ما جعل النواب يبحثون عن الاضطلاع على ملف الطفل، ''لكن نؤكد أننا سنعيد إسلام إلى عائلته قريبا''. الجزائر: سلمى.ح/ سليم. ب.ن.ع/ ش. مريم