حذر وزير الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، من استمرار استنزاف مخزون المحروقات في الجزائر، في ظل تناقص الكميات المنتجة بالنسبة للبترول والغاز في مقابل زيادة الاستهلاك، معتبرا أن تخصيص 70 دولارا من سعر برميل البترول يوميا للتسيير يهدد الاقتصاد الوطني. ألقى، نهار أمس، رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، محاضرة تحت عنوان ''جزائر الغد''، في المركز الثقافي محمد اليزيد بالخروب،، كشف من خلالها التناقضات التي تعيشها البلاد، من استنزاف لمخزون المحروقات، حيث قال إن مؤشرات تراجع الإنتاج بالنسبة للغاز ب 8 في المائة، والبترول ب 17 في المائة، تقابله زيادة في الاستهلاك التي ارتفعت بنسبة 77 في المائة بالنسبة للبترول، و36 في المائة بالنسبة للغاز، إذا استمرت على ما هي عليه، لن تجد الجزائر ما تصدره، وهو ما سيضع ميزانية الدولة في عجز خلال سنة 2020. كما تطرق بن بيتور لتضاعف عمليات الاستيراد إلى 500 بالمائة، محذرا من استغلال 86 بالمائة من أموال الجباية التي تذهب للتسيير وليس للتجهيز. كما اعتبر أن الدولة لن تجد أي دينار لتنفقه على التسيير إذا انخفض سعر البترول إلى أقل من 70 دولارا. وأضاف المتحدث أنه وضع 8 نقاط خلال محاضرته من أجل تجنيب الجزائر الانزلاق الاقتصادي، أولها الانتقال من نظام تسلطي إلى نظام منفتح، التحول من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد تنافسي، يضمن التنافس المنسجم بين جميع الفاعلين الاقتصاديين، خاصة أن الاقتصاد الحالي لا يضم سوى 2 في المائة من القطاع المنتج التنافسي، إضافة إلى احترام حقوق الإنسان، وحماية المواطن، مع منع تدهور الدولة ومحاربة الفساد، مع تجنيد النخب والكفاءات التي استنزفت وغادرت البلاد، زيادة على تحقيق الاندماج في عالم تسوده الشمولية. كما تحدث بن بيتور عن ضرورة عصرنة الجيش، حرية الصحافة والتعامل معها كشريك، وإعادة هيكلة الدولة محليا ومركزيا، خاصة القضاء. وعن ترشحه لرئاسيات 2014، قال أحمد بن بيتور إنه لوحده لا يمكنه أن يحدث الفارق، بل يجب على الكفاءات النزيهة في الجزائر أن تقف وتشارك سواء بالترشح أو الانتخاب، من أجل وقف عمليات التزوير، مقدرا النسبة التي يمكن الحصول عليها هي 35 في المائة، ما يعني حتما المرور إلى دور ثان للرئاسيات.