تعهد رئيس حكومة المعارضة السورية، المنتخب أول أمس، غسان هيتو، بإعادة بناء سوريا وبإجراء انتخابات نزيهة وصياغة دستور جديد للبلاد يرتكز على احترام المواطن السوري. وقال هيتو في أول ندوة صحفية له عقب اختياره من طرف أعضاء الائتلاف السوري المعارض بإسطنبول، إن نهاية ''نظام الأسد باتت وشيكة''، كما دعا جنود وقيادات الجيش السوري النظامي إلى إلقاء السلاح والالتحاق بصفوف المعارضة ''قبل فوات الأوان''، على حد تعبيره. من جانب آخر، رفض رئيس الحكومة الانتقالية المعارضة أي نية للتحاور مع النظام السوري، مشيرا إلى أن حكومته تحترم رغبة الشعب السوري في التخلص من النظام القائم. الجدير بالذكر أن اختيار غسان هيتو جاء على خلفية احتدام الانشقاق بين أعضاء الائتلاف بسبب ما أسماه الرافضون لتعيين رئيس الحكومة الانتقالية ''بالتسرع''، على غرار وليد البني وكمال اللبواني وغيرهما ممن انسحبوا من جلسة الانتخاب لاعتبارهم أن ترشيح غسان هيتو، الحامل للجنسية الأمريكية ''مدعوم من جهات خارجية''، في إشارة إلى أن الأمر يخدم مصالح قوى إقليمية أكثر مما يخدم مصلحة الشعب السوري. المثير للاهتمام أن على عكس التوقعات، بارك رئيس الائتلاف المعارض، أحمد معاذ الخطيب، انتخاب غسان هيتو، على الرغم من أنه كان من أشد الرافضين لمسعى اختيار رئيس حكومة انتقالية خوفا من تقسيم سوريا إلى مناطق محررة وأخرى تحت سيطرة النظام، إلا أنه عاد ليظهر بالأمس إلى جانب غسان هيتو في الندوة الصحفية، متهما في كلمته المجتمع الدولي بالتخلي عن الشعب السوري، وداعيا الدول التي ترسل مجاهدين سلفيين للقتال إلى جانب الجيش الحر بالتوقف عن ذلك، معتبرا أن هذه الدول تسعى للتخلص من شباب يقلقها، كما أضاف أن الشعب السوري بعيد عن التطرف ''ولن يكون من بين صفوفه إرهابيون لتشويه صورة الثورة''. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي صرح الرئيس السوري، بشار الأسد، بأن المعركة في سوريا مع من أسماهم بالإرهابيين ''ما تزال طويلة''، على حد ما نقلته صحيفة ''السفير'' اللبنانية عن مؤيدين للأسد تم استقبالهم في العاصمة دمشق. من جانبه، اعتبر وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية، علي حيدر، أن إقدام الائتلاف المعارض على تعيين حكومة انتقالية لا يتعارض مع نية النظام السوري الخوض في حوار من أجل الخروج من الأزمة، معتبرا في حديث لشبكة الأنباء البريطانية أن ''الظروف الموضوعية على المستوى الداخلي والخارجي من أجل بلورة حل سياسي في سوريا قد نضجت بشكل كامل''، مضيفا أن ''ظهور بعض التنظيمات ليس في إطار التصعيد وإنما في إطار إيجاد أرضية للجلوس إلى طاولة الحوار''. ميدانيا، قالت المعارضة المسلحة في سوريا إن مقاتلين أطلقوا قذائف صاروخية على قصر الرئاسة ومطار دمشق الدولي ومبان أمنية، فيما نفى قاسم سعد الدين المتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى في حلب ما نقلته وسائل إعلام سورية حول إقدام من أسمتهم وكالة الأنباء السورية الرسمية ''بالمجموعات الإرهابية'' على شن هجوم بالسلاح الكيميائي في محافظة حلب.