بان كي مون"لم يفت الوقت لإنقاذ سوريا من الدمار الشامل" استبعدت واشنطن أي تدخل عسكري في سوريا في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن هذا القرار يعد آخر خطوة يمكن اعتمادها ضد النظام السوري، كما شدد بان كي مون، على ضرورة تبني الخيار السياسي لحل الأزمة السورية، فيما توصل الائتلاف السوري إلى اختيار رئيس حكومته المنتظرة لإدارة المناطق المحررة. أفرزت تداعيات المواقف الدولية من الأزمة السورية الكثير من التجاذب والتنافر، حيث استبعدت واشنطن أي تدخل حالي في سوريا، حيث جاء على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، أن التدخل العسكري في سوريا آخر ورقة يمكن استعمالها ضد الأسد، وأضاف في كلمة أمام مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن يجب على الجانب الأمريكي ألا يتدخل عسكريا في النزاع السوري إلا بعد استنفاد كافة وسائل التسوية الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يرى حلا عسكريا للمشكلة السورية في الوقت الحالي. وأعرب ديمبسي عن تراجع ثقة الولاياتالمتحدة بطبيعة المسلحين في صفوف المعارضة السورية قائلا ”منذ ستة أشهر كانت لواشنطن رؤية غير واضحة مطلقا عن المعارضة، أما اليوم فازدادت ضبابية”، مؤكدا على ضرورة التوصل التدريجي إلى توافق مع الدول الصديقة في الشرق الأوسط بشأن الأزمة السورية. من جانبها قالت الخارجية الأمريكية إن صواريخ ”باتريوت” لن تستخدم إلا لحماية المجال الجوي التركي، في الوقت الذي لا يرى فيه حلف الناتو أي داع لنشر قوات دولية على الحدود السورية. من جهته توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول أمس، برسالة عاجلة إلى المجتمع الدولي والحكومة والمعارضة في سوريا، شدد فيها على ضرورة العمل الفوري على تسوية النزاع السوري، مرجحا الحل السياسي الذي يجنب البلد دمارا شاملا، داعيا الأطراف الدولية، في بيان له إلى التخلي عن الخيار العسكري الذي يعزز من اتساع دائرة الصراع في سوريا. يحدث ذلك في الوقت الذي توصل فيه الائتلاف السوري المعارض إلى اختيار غسان هيتو لرئاسة الحكومة الانتقالية، التي ستتولى إدارة المناطق الخاضعة لسلطة المعارضة السورية، بعد فوزه بالأغلبية أول أمس، في إسطنبول، وعرفت عملية الاقتراع رفض الكثير من أعضاء الائتلاف المشاركة، ما يعزز حقيقة الانشقاقات والخلافات التي تعيشها المعارضة السورية، حيث كشفت مصادر من الائتلاف أن انتخاب هيتو جاء بتأييد من الأمين العام للائتلاف مصطفى صباغ الذي يتمتع بعلاقات قوية في الخليج ومع جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بتأثير قوي على كتلة كبيرة في الائتلاف، كما انسحب كبار أعضاء الائتلاف من الجلسة قبل التصويت منهم الزعيم القبلي أحمد الجربا وناشطا المعارضة وليد البني وكمال اللبواني احتجاجا على ما وصفوه بأنه مسعى متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو، هذا الأخير الذي صرح في أول مؤتمر صحفي له أمس، أن مهام الحكومة المؤقتة هي استخدام كل الوسائل والأساليب لإسقاط النظام الذي أغلق باب الحوار. مشيرا أن اختيار الوزراء سيتم وفق معايير الكفاءة والمهنية وبموافقة قوى المعارضة والائتلاف الوطني. يذكر أن هيتو حصل على تأييد 35 صوتا من بين نحو 50 صوتا شاركت في الاقتراع، ويعد رئيس الحكومة الجديد واحد من الشخصيات السورية البارزة تولى مناصب عالية في شركات عالمية للتكنولوجيا والاتصال وعاش لفترة طويلة في الولاياتالمتحدة. ميدانيا أفادت شبكة ”شام” الإخبارية أمس، أن الجيش السوري الحر سيطر على الكتيبة 99 دبابات الواقعة شمال بلدة النعيمة بريف درعا دون تأكيد أو نفي السلطات الحكومية ذلك.