دخلت عائلة القذافي الجزائر يوم 28 أوت 2011، عبر ممر سري صحراوي، يستخدمه المهربون للعبور من مدينة غدامس الليبية إلى تينالكوم على الأراضي الجزائرية. ولجأ المسؤولون الليبيون عن أمن الموكب إلى التمويه على دخوله ب7 سيارات دفع رباعي مصفحة، توجهت نحو معبر الدبداب الحدودي، وذلك في إطار الإجراءات الأمنية التي اتخذت، بعد استلامهم معلومات حول نصب الثوار كمائن مسلحة لموكب أقارب القذافي، عبر طريقين رئيسيين يربطان غدامس بالشمال الليبي، أحدهما يمر بمنطقة ميزدة والثاني عبر القرية الشرقية، وزيادة احتمال تعرّض الموكب للقصف المدفعي أو الجوي في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين الجزائر وليبيا. ووصل الموكب تينالكوم الجزائرية بعد مسيرة أربعة أيام، انطلاقًا من مدينة سيرت الليبية، وتحت حماية مسلحين وصل عددهم إلى 100 عنصر. وفور دخول الموكب التراب الجزائري تم نقل سيدتين يرجّح بأن إحداهما عائشة ابنة القذافي الحامل في طائرة هيليكوبتر ثم بسيارتي إسعاف مجهزتين. وكان في استقبال الوافدين من طرابلس مسؤولون مدنيون وعسكريون وأطباء، وقد رفضت السلطات الجزائرية السماح للمرافقين المسلحين بالدخول إلى الجزائر، كما رفضت دخول سيارتين رباعيتي الدفع تحملان أمتعة خاصة، منها حقائب تحتوي على أموال وحلي ذهبية وتحف. عائلة القذافي وفي سرية تامة استقرت على أرض الجزائر، ملتزمة بالتعهدات التي قدّمتها للسلطات الجزائرية، خاصة فيما يتعلق بعدم الإدلاء بأي تصريح إعلامي، لتفاجئنا في أواخر أكتوبر 2011 أخبار، نسبت لعدة مصادر إعلامية أجنبية، عن عزم الجزائر على قرار ترحيل العائلة، ترحيل زوجة القذافي صفية وابنته عائشة إلى بلد خليجي. وأكدت المصادر ذاتها عزم كل أفراد العائلة المتواجدين في الجزائر، الأم صفية والأبناء عائشة وهنيبعل ومحمد، الرحيل في الأيام القليلة المقبلة، وبمحض إرادتهم، نحو جنوب إفريقيا، وهو القرار الذي سرعان ما اتضح أنه غير صحيح. وبتاريخ 1 ديسمبر 2011 خرجت عائشة عن التزاماتها، وأدلت بتصريح لقناة ''الرأي'' الفضائية، الموالية للقذافي، والتي كانت تبث من العاصمة السورية دمشق، حيث طالبت، بمناسبة مرور 40 يوما عن مقتل القذافي، بالثأر لوالدها، الذي وصفته ب''الشهيد'' الذي ''ركّع الاستعمار''، وفق قولها. وأضافت أن ''القذافي لم يرحل، فهو موجود في قلوب أطفالنا وأكف حرائرنا وعلى بنادق مجاهدينا''. لتصدر الخارجية الجزائرية، فور ذلك، بيانا تعلن فيه أن ضيافة أفراد عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي مقيّدة بفترة زمنية، تتصل بزوال الظروف التي أدت إلى استضافتهم. وكان هذا الإعلان الأول من نوعه، الذي ينفي نية قبول طلب استقرار مفترض للعائلة في الجزائر. وفي 6 مارس 2012، قال وزير الخارجية، مراد مدلسي، خلال زيارته لليبيا، إن الجزائر لن تسمح لأفراد عائلة القذافي اللاجئين لديها بالتدخل في شؤون ليبيا، وكرر أن الجزائر ''استقبلتهم لأسباب إنسانية. لكن من غير الممكن أن تمس عائلة القذافي شعرة من الشعب الليبي''. ولم يحدد مدلسي، آنذاك، هل ستستجيب بلاده لمطالب ليبية بتسليم أفراد العائلة.