القافلة مكثت في المعبر 12 ساعة قبل الحصول على إذن الدخول العائلة ستقيم في إيليزي وعائشة القذافي حامل في شهرها التاسع سمحت السلطات الجزائرية، الاثنين، لأفراد عائلة العقيد معمر القذافي من الدخول إلى الجزائر عبر مركز "تينالكوم" بإيليزي، وقد حصل موكب العائلة الذي كان يضم سبع سيارات رباعية الدفع على الإذن بدخول الأراضي الجزائرية، بعد ساعات من الانتظار امتدت 12 ساعة كاملة، وتتكون القافلة التي دخلت التراب الوطني من 31 شخصا على رأسهم زوجة القذافي صفية وأبناؤها عائشة ومحمد وحنبعل وأبناء العائلة الذين هم أحفاد القذافي. * وقالت ذات المصادر للشروق إن ابنة العقيد عائشة القذافي دخلت في وضعية نفسية وصحية صعبة وهي حامل في شهرها التاسع، وهي الوضعية الإنسانية التي تكون قد دفعت السلطات الجزائرية إلى الترخيص للقافلة بدخول الأراضي الجزائرية، خاصة وأن القوانين الدولية تعطي الحق لأي دولة في إجارة كل من يكون في حاجة إلى المساعدة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الحرب الدائرة في ليبيا فإن القافلة التي دخلت الاثنين، الأراضي الجزائرية كانت ملاحقة من طرف الثوار الذين من الواضح أنهم سيطروا على غالبية الأراضي الليبية. * وكشفت مصادر مؤكدة ل "الشروق" أن شرطة الحدود بمعبر "تينالكوم" الواقع بولاية إليزي، قد تلقت الاثنين في حدود منتصف النهار، أوامر من السلطات العليا في البلاد ترخص للقافلة الليبية التي تقل عائلة العقيد المختفي، بدخول التراب الجزائري، بعد أن قبعت القافلة بالمعبر الحدودي "تينالكوم" أزيد من 12 ساعة، حيث أفادت مصادرنا أن موكب أفراد عائلة القذافي وصل في الساعات الأولى من يوم الاثنين، غير أن شرطة الحدود أوقفت الموكب ورفضت الترخيص له بدخول التراب الجزائري، إلا حين صدور قرار من السلطات العليا في البلاد، بعد أن تم إخطارهم، غير أن القرار لم يصدر إلا عند حدود منتصف النهار، بعد أن قال الرئيس بوتفليقة كلمته الأخيرة ورخص بدخول القافلة الليبية، حسب ما تقتضيه الحاجة الانسانية لطالبي اللجوء إلى التراب الوطني. * وحسب مصادرنا، فإن عائلة القذافي وبعض خدمهم، وصلوا الحدود الجزائرية في الساعات الأولى من صباح الاثنين، ضمن موكب ضم سبعة سيارات تقل 31 فردا، تتقدمهم زوجته صفية فركاش وابنته عائشة وابنه الأكبر من زوجته الأولى محمد وابنه الرابع حنبعل، وأبناؤهم، إلى جانب مجموعة من الخدم وسائقي السيارات رباعية الدفع التي شكلت موكب عائلة القذافي. ورجحت مصادرنا أن إقامة أفراد العائلة اللاجئة ستكون بولاية إيليزي طيلة الفترة التي يتواجدون فيها على التراب الجزائري، واستبعدت مصادرنا أن يتم ترحيل العائلة إلى العاصمة. * وحسب مصادرنا، فإن موافقة السلطات العليا في البلاد على استقبال أفراد من عائلة القذافي أملته مجموعة من العوامل ذات العلاقة بالجوانب الإنسانية المحضة، ذلك لأن عائشة ابنة القذافي وصلت الحدود الجزائرية في حالة مخاض عسير وتوشك أن تضع مولودها بالاضافة إلى وجود الكثير من الاطفال الذين هم أحفاد العقيد القذافي، وهي الظروف التي جعلت السلطات العليا في البلاد تمنح رخصة الدخول لطالبيها، خاصة أن هذه الموافقة الصادرة، حسب المصادر التي استقينا منها المعلومة، لا تتعارض أبدا من الناحية القانونية مع لوائح الأممالمتحدة ولا مع القانون الدولي، ذلك أن أبناء القذافي عائشة ومحمد وحنبعل، وزوجته صفية غير مطلوبين من قبل محكمة العدل الدولية . * ومعلوم أن مذكرة هذه الأخيرة الصادرة منذ قرابة الشهرين، اقتصر فيها قرار التوقيف الدولي على العقيد معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ومدير مخابراته السنوسي، في حين أن زوجته وأبناءه عائشة ومحمد وحنبعل غير معنين بقرار التوقيف. * لجوء موكب أفراد عائلة القذافي المطاردة من قبل الثوار إلى الجزائر فرضته القبضة التي أحكمها الثوار على الحدود الليبية مع كل من تونس والتشاد وحتى على الحدود مع مصر مما يعني أنه لم يبق من خيار أمام عائلة القذافي الفارة سوى الحدود الجزائرية. * وإن كان هذا اللجوء يحمل نوعا من الإحراج للجزائر، في ظل مزاعم الثوار وانتقاداتهم لموقف الجزائر المحايد والرافض لأي تدخل في الشؤون الداخلية للدول، فإن الدواعي الإنسانية ترفع كل حرج على السلطات العليا في البلاد، وتجعل كل الصعوبات تنحني أمام الدواعي الإنسانية، خاصة إذا أسقطنا هذا الموقف على الموقف السابق للثوار ليلة سقوط طرابلس، عندما أعطوا الأمان للإبن الأكبر للقذافي محمد، الذي حوصر منزله من طرف الثوار وأطلق عليه النار وهو يدلي بمداخلة تلفزيونية لإحدى الفضائيات، وهي الإشارة التي تلقتها كتائب القذافي لتحريره حيث استطاع أن يفلت من قبضة الثوار ويخرج حتى من طرابلس. * لجوء زوجة القذافي صفية وأبناؤه محمد وحنبعل وعائشة وأحفاده إلى الجزائر يأتي في أعقاب أنباء سابقة أوردت أن عائشة القذافي ووالدتها أقاموا لمدة بتونس قبل أن يغادروها مجددا في اتجاه طرابلس ويغادروها بعد سقوطها .