أعلنت الحكومة السورية الحداد، اليوم السبت، على أرواح ضحايا تفجير مسجد ''الإيمان'' بالعاصمة دمشق، والذي راح ضحيته، حسب وزارة الصحة السورية، أكثر من أربعين شخصا من بينهم العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، فيما توعد الرئيس بشار الأسد في التعزية التي أوردها لعائلة البوطي أن الجيش السوري لن يتسامح مع من اغتال عالم الدين. كانت حادثة تفجير مسجد ''الإيمان'' ومقتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي قد أثارت الكثير من الجدل بين النظام السوري والمعارضة بمختلف أطيافها على اعتبار أن كلا الطرفين تبادلا الاتهامات بخصوص منفذي العملية، التي اتفق الكل على وصفها بالجريمة والعمل الإرهابي، فقد اعتبر أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السوري المعارض أن النظام السوري هو المستفيد الوحيد من اغتيال البوطي، مشيرا إلى أن الائتلاف يملك معطيات تؤكد أن البوطي كان بصدد مراجعة موقفه المناهض للثورة والمؤيد للنظام السوري، في إشارة إلى أن النظام السوري سارع إلى التخلص منه حتى لا يفقد مرجعية دينية كان يستند إليها. من جانبه نفى سليم إدريس، قائد الجيش الحر، أن تكون كتائب الجيش الحر وراء هذه العملية، لأنه، بحسبه، ''منذ انطلاق الثورة لم نستهدف أماكن العبادة على عكس الجيش النظامي الذي لم يتوان في ضرب المساجد في مناطق متفرقة من المحافظات السورية''. وكانت الخارجية الروسية أشارت من جانبها على لسان المتحدث باسم الخارجية ألكسندر لوكاشيفيتش إلى أن تفجير مسجد 'الإيمان'' بالعاصمة دمشق، عمل إرهابي لا يمكن السكوت عليه، فيما جدد موقف بلاده الرافض لأي نوع من التدخل العسكري الأجنبي في سوريا، مشيرا إلى أن الحديث الدائر في أروقة الاتحاد الأوروبي بخصوص تسليح المعارضة السورية لن يخدم الحل السياسي بقدر ما يساهم في تعقيد الوضع أكثر من خلال فتح باب المزايدة لتسليح طرفي الصراع، بهذا الخصوص اتفق كل من رئيس هيئة الأركان في ''الجيش السوري الحر''، اللواء سليم إدريس ورئيس الائتلاف معاذ الخطيب على أن المعارضة لا تطالب بالتدخل العسكري وإنما تسعى للحصول على ما يلزم من عتاد عسكري ثقيل لإسقاط النظام، إذ اعتبر الخطيب أن السوريين لا يرغبون في أن تتحول بلادهم إلى ''أفغانستان جديدة ولا إلى صومال''، مشيرا إلى استعداد المعارضة التخلي عن السلاح في حال ما إذا توفرت شروط وضمانات لتنحي الأسد عن الحكم بطرق غير القوة العسكرية، ليكون هذا التصريح بمثابة فتح الباب مرة أخرى أمام الحوار من أجل إيجاد صيغة سياسية لإحداث انتقال سياسي في سوريا ووقف العنف المسلح. وفي السياق ذاته جدد الخطيب موقفه الداعي لدول لم يذكرها بالاسم بالقول إنه على ''الدول التي ترسل متطرفين للجهاد في سوريا أو تزودهم بالسلاح أن تتوقف عن ذلك، لأن سوريا ليست بحاجة إليهم''، مشيرا إلى أن ذلك يضر أكثر مما يخدم الثورة السورية، على حد قوله. يأتي هذا الموقف عقب اختيار رئيس الحكومة الانتقالية، غسان هيتو الذي قام بأول زيارة له إلى تركيا، فيما جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل دعوته للرئيس الأسد للتنحي عن الحكم، كما حذر من استعمال السلاح الكيميائي.
القرضاوي أفتى بقتل كل من يساند النظام حتى ولو كان من العلماء حادثة اغتيال البوطي ستلقي بظلالها على المنطقة كلها، خاصة وأن أطيافا من المجتمع السوري ترى في الجريمة تبعات تتجاوز الحدود السورية. ومن بين الذين يتحمّلون جزءا من المسؤولية الشيخ يوسف القرضاوي، الذي سبق أن دعا في إحدى حصص ''الشريعة والحياة''، التي تقدمها قناة ''الجزيرة'' القطرية، إلى قتل كل من يساند النظام السوري، حتى ولو كان من العلماء، والشيخ سعيد رمضان البوطي مصنف ضمن هؤلاء المساندين.
الجزائر تدين اغتيال الشيخ رمضان البوطي أدانت الجزائر بشدة الاعتداء الذي استهدف، أول أمس الخميس، مسجد ''الإيمان'' بالعاصمة السورية دمشق. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، إن ''الجزائر تدين بشدة الاعتداء الذي استهدف مسجد الإيمان بدمشق، والذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا من بين المصلين والعلامة الشيخ محمد سعيد البوطي''. وأضاف بلاني أن ''الأمر يتعلق بجريمة نكراء وبشعة ندينها بشدة''.