توعد الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، بالانتقام لاغتيال العلامة والداعية محمد سعيد البوطي قبل صلاة عشاء الخميس، في أحد مساجد العاصمة دمشق، وأقسم بأن دمه لن يذهب هدرا. وقال الرئيس السوري في رسالة تعزية إلى عائلة الفقيد إنه سيعمل على تطهير سوريا من كل المتطرفين الذين اعتقدوا أنهم باغتياله سيسكتون صوت الإسلام والإيمان في البلاد. ووصف الرئيس الأسد الفقيد بالشخص العظيم في سوريا وكل العالم الإسلامي، وأكد في رسالة التعزية "أنهم اغتالوه لأنه جاهر بموقفه ووقف في وجه أفكارهم الظلامية الرامية إلى تدمير مبادئ الدين الإسلامي السمحاء". وكان انتحاري تسلل إلى مسجد الإيمان في حي المزرعة بالضاحية الشمالية للعاصمة دمشق، وفجر حزاما ناسفا كان يحمله عندما كان العلامة محمد سعيد رمضان البوطي البالغ من العمر 84 عاما يلقي درسه الأسبوعي قبل صلاة العشاء في عملية تفجير قوية أودت بحياة خمسين شخصا آخرين من بينهم حفيده. وحمل الرئيس السوري مسؤولية التفجير الذي استهدف بيتا من بيوت الله من أسماهم ب "الإرهابيين" في إشارة إلى عناصر المعارضة المسلحة بالوقوف وراء اغتيال الداعية الإسلامي المعروف عنه مواقفه الوسطية ورفضه فكرة الخروج عن الحاكم ولو كان طاغية. وكانت أجنحة المعارضة السورية طالبت من العالم محمد سعيد البوطي اتخاذ موقف معاد لنظام الرئيس بشار الأسد، ولكنه رفض ذلك بقناعة أن أي موقف سيصدره سيدفع إلى فتنة أكبر، وفضل البقاء بعيدا عن نار فتنة اشتعلت في سوريا وخلفت إلى حد الآن أكثر من 70 ألف قتيل. وفي رد فعل على العملية، أدان أحمد معاذ الخطيب قائد ائتلاف المعارضة السورية عملية التفجير متهما النظام السوري بالوقف وراءها. وبقي الجدل قائما في سوريا أمس، حول الجهة التي نفذت عملية الاغتيال التي استهدفت أحد مراجع الإسلام السني في مسجده، وإن كانت أصابع الاتهام وجهت إلى تنظيم القاعدة الذي عادة ما يستعمل الأحزمة الناسفة لاغتيال معارض أطروحاته الفكرية. وأدانت مرجعيات دينية في لبنان عملية الاغتيال هذه، في نفس الوقت الذي أدنتها إيران ووصفتها ب "الجريمة اللاإنسانية والمعادية للدين، منفذوها قساة القلوب ومن أعداء الشعب السوري". ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية العالم المغتال بأنه" كان من كبار الشخصيات المنادية بالتقريب بين المذاهب الإسلامية والمقاومة الإسلامية ضد الصهيونية". كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي "التفجير الإرهابي" الذي وقع في "مسجد الإيمان" الذي ذهب ضحيته الشيخ محمد سعيد البوطي وعدد كبير من المواطنين السوريين الأبرياء بين قتيل وجريح. وقال العربي "إن هذه التفجيرات الإجرامية وخاصة الموجهة ضد بيوت الله ورواد هذه البيوت مدانة بأشد العبارات". كما أدانت العديد من الشخصيات السياسية والدينية اللبنانية، اغتيال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام من بينهم مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ محمد رشيد قباني، الذي وصف "عملية التفجير "بالعمل الإجرامي". في وقت وصف حزب الله اغتيال العلامة محمد سعيد البوطي والعشرات من المصلين ب« الفظيع ويدخل ضمن الجرائم ضد البشرية". واستنكر حزب الاتحاد اللبناني هذا "العمل الإجرامي"، مؤكدا أنه "لم تكن اليد المجرمة التي نفذت هذا الهجوم الإرهابي داخل مسجد وفي حلقة علم، إلا لمحاولة منع دائرة الإيمان الحقيقي بمفاهيم وتعاليم الإسلام الحنيف، الذي تجري محاولات حثيثة لتغيير تعاليمه الصحيحة عبر مراكز تعليم تكفيرية. كما أدانت روسيا تفجير مسجد الإيمان الذي أدى إلى مقتل رئيس اتحاد علماء بلاد الشام وقدمت تعازيها لكل المسلمين والشعب السوري.