يستعد السيد عزالدين خوالد، والد الطفل ''إسلام'' المحتجز في المغرب عن تهمة الاعتداء الجنسي ضد طفل مغربي، للعودة إلى المغرب رفقة زوجته وأصغر أبنائه، خلال هذا الأسبوع، في سفرية يأمل أن تكلل بإطلاق سراح ابنه والرجوع به إلى أرض الوطن. وذكر عزالدين أن ابنه يقضي أسوأ أيام حياته، منذ نطق محكمة الاستئناف في أغادير المغربية بحكم إدانته بسنة سجنا نافذا، وزادت حالته النفسية ترديا منذ عودته إلى الجزائر الأسبوع الماضي وتركه لوحده بمركز حماية الطفولة، ينتظره وقلبه معلق على أمل إحضار والدته وشقيقه الصغير إليه الأسبوع القادم. بنفسية بدت متعبة وصوت خافت وحزين، تحدث الوالد إلى ''الخبر'' وأطلعها على حال ابنه إسلام بطل الجزائر وإفريقيا في رياضة الزوارق الشراعية، بأنه سيئ للغاية وتركه بصعوبة، بعد أن قضى معه يوما كاملا قبل عودته إلى الجزائر، من العاشرة صباحا إلى وقت نومه في التاسعة ليلا ''لم أتركه طيلة يوم رحلتي إلى الجزائر، وواسيته طول اليوم ولم أفارقه، ومع ذلك لم يكفّ عن ذرف الدموع. كان إسلام في قمة الانهيار والإحباط، أظهر اشتياقه إلى أشقائه وأصدقائه وزملائه في الدراسة والنادي الرياضي، لم يتقبل فكرة سفري وتركه بمركز حماية الطفولة، لكنني أقنعته بالعودة إليه بعد أسبوع''. ويواصل عزالدين الكلام بتنهيدات طويلة تنمّ عن الحسرة والحزن، ثم يتوقف قليلا ''بدأ ابني يفقد لذة كل شيء وأصبح قليل الكلام وكثير البكاء، ومع ذلك سألني عن عطلة زملائه في الدراسة وكرر ذلك نهار أول أمس حينما هاتفته والدته، كان متأثرا جدا''. رعاية كاملة وزيارات يومية وعن يومياته منذ وضعه بمركز حماية الطفولة، يقول عزالدين إن المركز المفتوح أمام الأطفال القصّر والخاضع لوصاية وزارة الشباب والرياضة المغربية، يبدأ النشاط به في حدود الثامنة صباحا، حيث يتناول إسلام رفقة بقية النزلاء فطور الصباح ''وكنت أزوره يوميا في ذلك الوقت ثم تأتي فترة الدراسة للمسجلين فقط، بينما يمارس باقي النزلاء أنشطة رياضية مثل كرة القدم أو اللعب بفضاء مخصص لألعاب ترفيهية أخرى، فضلا عن تخصيص وقت لمشاهدة البرامج التلفزيونية''. وفي المركز مكتبة يمكن للنزلاء استعارة الكتب منها بغرض المطالعة، وينتهي يوم كل نزيل في حدود العاشرة ليلا بإطفاء الأنوار للخلود إلى النوم. كما يتخلل أيام الأسبوع، أحيانا، ترتيب خرجات استجمام بمدينة أغادير. رجاء.. لا تتاجروا بابني واغتنم عزالدين مناسبة حديثه إلى ''الخبر'' بتوجيه نداء إلى من وصفهم بالمشوّشين على مسار وتطورات قضية ابنه، بالقول إن إسلام عنصر نخبوي بالفريق الوطني وذهب إلى المغرب في إطار رسمي للمشاركة في دورة مغاربية لرياضة الزوارق الشراعية، وما حصل لم يكن في الحسبان لأن الدولة الجزائرية هي المسؤولة عن حمايته ورعايته. ويتابع محدثنا متأسفا: ''أنا والده ومسؤول عنه في إطار عائلي فقط، أما بقية الأمور فالمسؤولية تحملتها أجهزة الدولة الوصية والتي لم تقصّر في ذلك، فرجاء اتركوا ابني بسلام، ولا تقحموه في لعب الكبار، إنها قضية ليست للمتاجرة''. وبشأن قضية ضربه طفلا من النزلاء بباب مركز حماية الطفولة واتهام إسلام بأنه المسؤول عما حدث للطفل المغربي الثاني، قال الوالد إنه اطلع، لحظات قبل عودته إلى الجزائر، على تقرير إدارة المركز ولم يتضمن اتهام إسلام، بل جاء في التقرير أن الحادث وقع خلال لعب بين الأطفال وانتهى الأمر. وعن تاريخ المحاكمة، كشف عز الدين بأن لا جديد لديه، وسيطلع على التاريخ بعد عودته إلى المغرب رفقة زوجته وأصغر أشقاء إسلام.