أظهرت تطورات جديدة في قضية الطفل ''خوالد إسلام''، بطل إفريقيا في ملاحة الزوارق الشراعية، المحتجز في المغرب منذ نحو شهر، أن الملف سيأخذ منحى جديدا وستطول فترة المحاكمة إلى ما بعد ال19 مارس، بسبب غياب التنسيق بين فريق الدفاع الجزائري، واحتمال تقدم دفاع الضحية بطلب التأجيل الأسبوع المقبل. تكشف الحقائق والمعلومات المتوفرة لدى ''الخبر''، أن الملف لم يدرج فيه طلب الإفراج، إلى غاية اليوم، في حين كان يفترض أن يتقدم به الدفاع المعيّن من قبل مصالح القنصلية الجزائرية، منذ البداية، لمكتب التحقيق. كما بيّنت معلومات أخرى أن المحامية المعيّنة من قبل القنصلية، قد تنازلت عن الدفاع عن الملف منذ ال08 مارس الماضي، وليس يوم المحاكمة. وذكرت مصادر من فريق الدفاع ل''الخبر''، أن تأجيل القضية يعني إتاحة الفرصة لدفاع الطرف المدني، أي الضحية، بأن يتقدم هو بدوره، يوم 19 مارس القادم، بطلب التأجيل، خاصة أن والد الضحية اتهم الفيدرالية المغربية للزوارق الشراعية بالتقصير والإهمال. وبالتالي، فإن ممثلي دفاع الضحية سيضيفون مطلبا قانونيا عن التعويض في الأضرار التي لحقت بابنه، جراء تقصير الفيدرالية المغربية وعدم تحمّل مسؤولية التأطير والرعاية جيدا لابنه، تولد عنها تعرض ابنه للاعتداء الجنسي، حسب أقواله، ورفع دعوى واتهام الطفل الجزائري بالاعتداء جنسيا على ابنه. وأظهر الدفاع الجزائري تشتتا وعدم تنسيق في العمل، خصوصا أن المحامي الذي تطوع وزميله المعيّن من قبل الشبكة الاجتماعية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى''، لم يعلما بأمر التأجيل إلا بعد أن نطق به القاضي. وكان المحاميان في ذلك الوقت يستكملان إجراءات التأسيس والحصول على ما يسمى ب''المخابرة'' موقّعة من قبل النقيب الوطني للمحامين في المغرب، حيث تزامنت محاكمة إسلام مع زيارته إلى محكمة الاستئناف في أغادير. وبناء على هذه المعطيات، فإن استمرار بقاء إسلام لمدة أطول بمركز الطفولة في أغادير، مؤكد. بعد أن طال غيابه إثر تأجيل محاكمته الأم تقرر الالتحاق بابنها إسلام في أغادير ''تقلقت عليه وتوحّشتو بزاف'' قررت والدة إسلام المحتجز بالمغرب، السفر إلى مدينة أغادير لرؤية ابنها الذي لم تره منذ أكثر من شهر، مؤكدة أنها اشتاقت لرؤيته ولم تعد تستطيع صبرا، خصوصا إثر تأجيل موعد المحاكمة. وقد بدت السيدة خوالد، والدة إسلام، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، مطمئنة، رغم لهفة الشوق إلى رؤية ابنها المسجون منذ 30 يوما بالمغرب، حيث أكدت لنا أنها عاشت أول أمس الذي كان من المنتظر أن يشهد المحاكمة، يوما عسيرا، خاصة أنها كانت تنتظر أن تتم المحاكمة ويرجع صغيرها إلى أحضانها، لتتفاجأ بقرار تأجيل المحاكمة. وقالت أم إسلام إنه لحظتها اعتراها شعور بالإحباط وانهارت معنوياتها وأثر القرار على نفسيتها، لكن رغم ذلك حاولت جاهدة أن تظهر العكس وأبدت تقبلا للأمر أمام عائلتها، كما حاولت أن ترفع من معنويات أبنائها، وخاصة والدها المسن الذي يقطن بعيدا عن الجزائر العاصمة، والذي تأثر كثيرا بالمصيبة التي حلّت بحفيده خارج الوطن. كما أضافت أنها تمكنت، رغم معنوياتها النفسية المنهارة، أن ترافق أبناءها خلال فترة الامتحان الأخيرة، وكانت كلما ضاقت بها الدنيا وشعرت بحاجتها إلى البكاء والترويح عن النفس، تقصد جارتها القريبة منها حتى لا يتأثر أطفالها برؤيتها كذلك. وقالت إنها كانت تتجنب أن يراها صغيرها ذو ال8 سنوات، تحديدا، في تلك الحالة، لأنه أقرب أبنائها إلى أخيه إسلام، مؤكدة أنه حرص على أن يجتهد في امتحانات هذا الفصل ويحصّل علامات جيدة يفرح بها أخاه لدى عودته من المغرب، وهو ما حصل فعلا، تضيف السيدة خوالد، حيث تمكّن آخر العنقود من الظفر بنتائج دراسية جيدة، وما شجّعه رغبته في إفراح أخيه بها. وختمت السيدة خوالد حديثها معنا مؤكدة أنها تنتظر مكالمة والده من مدينة أغادير المغربية، على أساس أن تلتحق به لرؤية ابنها الذي قالت عنه ''تقلقت عليه وتوحّشتو بزاف''. الجزائر: ص. بورويلة