خرج مئات الآلاف من المحتجين إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، للتظاهر ضد قانون مقترح يسمح بزواج الشواذ. وبينما قال بعض منظمي الحدث إن عدد المحتجين وصل إلى ما يقارب المليون ونصف المليون شخص، ذكرت الشرطة أن عددهم لم يتجاوز ثلاثمائة ألف، وهو نفس التضارب الذي وقع بشأن مظاهرة ضد زواج الشواذ في جانفي الماضي. وطالب المتظاهرون بسحب مشروع القانون، ورفعوا لافتات كتب عليها "لا تلمسوا نسبي" و"لا تمسوا مستقبلي" و"نريد عملا، لا زواج شواذ"، "لا للتطرف المثلي". وقالت رئيسة تنظيم "التظاهر للجميع" فرجيد بارجو إن على الرئيس الاهتمام أولا باقتصاد البلاد "المتضعضع" والبطالة بدلا من الاهتمام بالأسرة، كما أبدت استياءها من تقديرات الشرطة لعدد المتظاهرين وقالت هذا "إخفاء للحقيقة". وقالت بارجو إن المتظاهرين يطلبون أن "يستقبلهم رئيس الجمهورية غدا" كما قالت ماري (30 عاما) وهي محاطة ببعض الأسر بينها الأطفال "لن نتنازل عن شيء، إنما جئنا لندافع عن الأسرة التي تتكون من أب وأم، وهي الأفضل للأطفال". وأفادت وسائل إعلام فرنسية بوقوع اشتباكات مع الشرطة بالقرب من قوس النصر، في الوقت الذي حاول فيه متظاهرون تسلق حواجز الشرطة للاتجاه نحو شارع الشانزليزيه، وأضافت أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع من أجل احتواء الحشود. وكان توسيع حقوق الزواج ومنح حق التبني للأزواج الشواذ من بين الوعود الانتخابية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند. ولكن المتظاهرين نبهوا إلى أن مثل هذا القانون إذا نجح فسيؤدي إلى "اضطراب في المجتمع وإلغاء للعلاقات الأسرية الطبيعية" مما ستكون له نتائج "اقتصادية واجتماعية وأخلاقية غير قابلة للعلاج". يُشار إلى أن الجمعية الوطنية الفرنسية وافقت على مشروع القانون أواسط جانفي. وسيعقد مجلس الشيوخ مشاورات حول هذا المقترح بدءا من أفريل. وتأتي المعارضة لمشروع القانون من الكنيسة الكاثوليكية والمعارضة المحافظة.