بعد أسبوعين من وقوع الحادثة، تمكّن محققو الدرك الوطني في ولاية سكيكدة، من فك لغز جريمة قتل حاول مرتكبيها تمويهها وتحميلها في عنق الضحية وهي فتاة ماكثة في البيت تبلغ من العمر 28 سنة. الجريمة التي كانت قرية لغديرة ببلدية كركرة مسرحا لها، ظن كل من سمع بها أنها فعل انتحاري بسبب حالة الفقر والظروف الاجتماعية القاسية، وبعد أن بلغت الفتاة حالة من اليأس من الحياة دفعتها إلى انتحار. ومن هذه الرواية بدأ المحققون في التحري والتحقيق مع محيط الأسرة من سكان ومعارف، إلى أن بدأت دائرة السماع تضيق لتشمل الأسرة وبالتحديد والدها وشقيقها الأصغر. ومع مرور الأيام كانت أسرة الضحية تعتقد أن الجريمة لم تكن سوى انتحارا بعدما أكد الوالد الذي تظاهر بالحزن الشديد والقنوط والدهشة من الحادثة، بأن ابنته كانت منعزلة قبل وفاتها، وأنه توقّع أن تفعل شيئا في نفسها، لكنه لم يكن يظن أنها ستعمد إلى قتل نفسها بأبشع طريقة. هذه الزلات في اللسان، جعلت المحققين يدققون في كلام الوالد، ويحاصرونه بمزيد من الأسئلة لتحديد التناقضات في الأقوال، لتظهر الحقيقة الفاجعة وهي أن مرتكب الجريمة لم يكن سوى الوالد بمساعدة ابنه الأصغر، إثر شجار وقع صبيحة يوم الجريمة ليستغل بعد ذلك الجانيان خروج أفراد الأسرة إلى المزرعة لينفّذا ما اقشعرت له أبدان سكان القرية. ولم يكتف الجانيان بذبحها من الوريد إلى الوريد، بل تفننا في التنكيل بها وتعذيبها حسب ما بيّنه تقرير الطبيب الشرعي الذي أشار إلى طعنات على مستوى الرقبة واليدين، والبطن. وإن رحلت بريزة عن هذه الدنيا، وتوصل الدرك إلى مدبري ومنفذي قتلها، تبقى العديد من التساؤلات مطروحة حول الأسباب والدوافع التي تجعل أب يتجرد من عاطفة الأبوة ويرتكب أفظع الجرائم. والتي خلصت بتوقيف المتهمين وإحالتهما على قاضي التحقيق الذي أمر في ساعة متأخرة من أمس الأول، إيداعهما الحبس الموقت، في انتظار المحاكمة التي ستكشف المستور الذي كان سببا في وقوع هذه المأساة.