وصل المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية، كريستوفر روس، أمس، إلى الجزائر، قادما إليها من موريتانيا، استكمالا لأجندة زيارته التي قادته إلى المنطقة في إطار الجهود الأممية الرامية إلى إعادة إطلاق المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، على أسس تمكن من التوصل إلى حل للنزاع الذي عمر أكثر من 37 سنة والمتعلق بآخر مستعمرة في القارة الإفريقية. قال روس، بعد لقائه مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بنواكشوط: ''إن الوضع خطير في منطقة الساحل ويتطلب حلا عاجلا لقضية الصحراء''. وأضاف كريستوفر روس أن جولته الحالية بالمنطقة تهدف إلى البحث عن حل لقضية الصحراء الغربية طبقا للقرارات الأممية. وأشار إلى أنه سيعرض نتائج هذه الجولة على مجلس الأمن في 22 أفريل الجاري. وكان روس قد التقى خلال زيارته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف بالرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز وممثلين عن المجتمع المدني الصحراوي، ونفس التصريحات التي أدلى بها في نواكشوط كان قد رددها عقب لقائه بالريس الصحراوي والخاصة بالوضع في المنطقة وطبيعة مهمته، وكذا تحضيره لتقديم تقرير إلى مجلس الأمن خلال انعقاد الدورة السنوية الخاصة بمناقشة قضية الصحراء الغربية. وخلال لقائه مع تنظيمات المجتمع المدني، طالب اتحاد منظمات الحقوقيين الصحراويين الأممالمتحدة ''بإرسال لجنة أممية على وجه السرعة للتحقيق والاطلاع على الأوضاع الخطيرة والانتهاكات الجسيمة التي وقعت خلال زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للعيون المحتلة والتي خلفت عشرات الضحايا''. ودعا الاتحاد الذي يضم في عضويته مئات الحقوقيين الصحراويين في مخيمات اللاجئين والأراضي المحتلة والمهجر، في مذكرة سلمت للمبعوث الأممي السيد كريستوفر روس، الذي يزور مخيمات اللاجئين الصحراويين، ''النظام المغربي إلى وقف عدوانه وانتهاكاته السافرة لحقوق الإنسان والشعوب في حق المواطنين الصحراويين الأبرياء، وفك الحصار الأمني المضروب عليهم وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين والكشف عن مصير كافة المفقودين والمختطفين''. يشار إلى أن مدينة العيونالمحتلة شهدت أعمال قمع عنيفة لقوات الأمن المغربية، كان ضحيتها مواطنون صحراويون تجمعوا في وقفة سلمية لإسماع أصواتهم ومطالبهم إلى كريستوفر روس الذي كان يزور المدينة. وأظهرت مقاطع فيديو عناصر أمن بالزي الرسمي والمدني وهم يقمعون صحراويين خاصة نساء وشباب، كما قاموا بسحل عدة نساء. وذكرت ضحايا القمع في شهادتهن أنهن تعرضن للتحرش الجنسي. واعتبرت جبهة البوليساريو أن ما قامت به الرباط هو استفزاز للأمم المتحدة ورسالة خطيرة للمجتمع الدولي. ووسع روس خلال زيارته إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية أجندته، حيث شملت الزيارة مدينة الداخلة، وجرت جولة روس تحت غطاء أمني مكثف. ويشار إلى أن روس قبل وصوله إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية كان قد افتتح زيارته إلى المنطقة من الرباط، وسبقتها زيارات إلى دول أوروبية من مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، بالإضافة إلى كل من ألمانيا وسويسرا. وبعد عدة أيام من المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، وبعد فشل في إحراز أي نجاح في مسار المفاوضات الذي قاده روس وقبله الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم، يحاول الدبلوماسي الأمريكي الحالي أن يجد أرضية صلبة يبني عليها المفاوضات التي يرمي لإطلاقها والحصول على دعم جدي من قبل الدول الفاعلة بهدف إنجاح أي وساطة جديدة يطلقها في المستقبل.