كشف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، أول أمس، أن جولة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب ستنطلق أوائل الشهر المقبل تحت المظلة الأممية، مؤكدا استعداد القيادة الصحراوية لحضور الجولة القادمة من المحادثات من أجل إيجاد تسوية للنزاع حول الصحراء الغربية. قال الدبلوماسي الأمريكي عقب اجتماعه بقيادة البوليساريو في إطار زيارته للمنطقة أن »جبهة البوليساريو أكدت استعدادها لحضور الجولة القادمة من المحادثات المزمع عقدها في أوائل الشهر المقبل«، وأشار إلى أنه قد أجرى سلسلة من المباحثات مع كبار مسؤولي البوليساريو توجت باللقاء الشامل الذي »تم بيني وبين الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، كما أتيحت لي فرصة التعرف على شريحة واسعة من الفعاليات النسائية بالمخيمات«. وأضاف روس أن المحادثات تطرقت »إلى الضرورة الملحة لتخفيف التوتر القائم وتفادي أي شيء من شانه أن يعكر الأجواء ويعقد التقدم في المحادثات«، موضحا أن لمباحثات تناولت ضرورة تجاوز الوضع القائم ومقتضيات عملية التفاوض وسير العمل في إدارة إجراءات بناء الثقة بين الصحراويين والمغرب ، ليشير إلى أنه تم نقاش بعض جوانب البعد الإنساني للقضية الصحراوية. من جانبه ، أوضح المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو أمحمد خداد صفي تصريح صحفي عقب انتهاء الزيارة التي قادت المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية أن البوليساريو رحبت بزيارة كريستوفر روس المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة وجددت ثقتها وتأكيدها لمساعيه من أجل تطبيق قرارات الأممالمتحدة حول الصحراء الغربية. وشددت جبهة البوليساريو في لقائها مع روس على أن » الأممالمتحدة لا يمكنها أن تكتفي بدور الوسيط لأن عليها مسؤوليات اتجاه الشعب الصحراوي لاستكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية«، وأشارت إلى أن »مطلب الشعب الصحراوي هو الاستقلال وأنه دفع حمامات من الدماء وأودية من الدموع من أجل الاستقلال ولكنه يؤمن بالسبل الديمقراطية للتوصل لذلك الهدف من خلال تقرير المصير« وفيما يتعلق بالجولة القادمة من المحادثات بين طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب التي دعا إليها المبعوث الأممي، أشار القيادي الصحراوي إلى الشروط الواجب توفرها، حيث قال إن »المفاوضات يجب أن تجري في جو من الصفاء والثقة وبالتالي لا بد من توقيف انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وحل مشكل النازحين الموجودين الآن بالآلاف خارج المدن المحتلة احتجاجا على أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية«. وكان روس قد زار الجزائر يوم الأحد، وتوجه إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط حيث من المنتظر أن يجري لقاءات مع كبار المسؤولين في البلد المجاور للصحراء الغربية على أن ينهي جولته من المغرب. وتعد هذه الزيارة الثالثة من نوعها إلى المنطقة منذ تعيينه في جانفي 2009 كمبعوث خاص للامين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية خلفا للدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم الذي انحاز للطرح المغربي القائم على فكرة الحكم الذاتي. يذكر أن مجلس الأمن قد دعا في لائحته الأخيرة لشهر أفريل الفارط تحت رقم 1920 المغرب وجبهة البوليساريو مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة دون شروط مسبقة وبحسن النية قصد التوصل إلى حل سلمي عادل و دائم يقبله الطرفان ويمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. وكانت جبهة البوليساريو والمغرب قد باشرا في شهر جوان 2007 مفاوضات مباشرة تحت إشراف الأممالمتحدة جرت أربع جولات منها في منهاست قرب نيويورك و جولتان تمهيديان بفيينا 11 و 12 أوت 2009 و نيويورك 11 و 12 فبراير2010 دون التوصل إلى نتائج ملموسة .