النّميمة من آفات اللِّسان الفتّاكة بالفرد والمجتمع. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يدخل الجنّة قتّات''. وهو النّمام. فالنميمة تطلق، في الغالب، على نقل قول إنسان في إنسان، مثل أن يقول قال فيك فلان كذا وكذا.. وليست مخصوصة بهذا، بل حدّها كشف ما يكره كشفه، سواء كان من الأقوال أو الأعمال، حتّى لو رآه يدفن مالاً لنفسه فذكره فهو نميمة. وكلّ من نقلت إليه فعليه ستة أشياء: أن لا يُصدِّق النّاقل، لأنّ النمّام فاسق مردود الشّهادة. وأن ينهاه عن ذلك وينصحه. وأن يبغضه في الله، فإنّه بغيض عند الله. وأن لا يظُنَّ بأخيه الغائب السُّوء. وأن لا يحمله ما حكي له على التجسُّس والبحث، لقوله تعالى في سورة الحجرات {ولا تَجَسَّسُوا}. وأن لا يرضى لنفسه ما نهي النمّام عنه، فلا يحكي النميمة. قال يحي بن أبي كثير: يُفسد النّمّام في ساعة ما لا يُفسد السّاحر في شهر. وقد حكي أنّ رجلاً ساوم بعبد فقال مولاه: ''أنّي أبرأ إليك من النّميمة والكذب، فقال نعم أنت بريء منهما، فاشتراه فجعل يقول لمولاه: ''إنّ امرأتك تبغي وتفعل، وإنّها تريد أن تقتلك''، ويقول للمرأة: ''إنّ زوجك يريد أن يتزوّج عليك ويتسرى، فإن أردت أن أعطفه عليك فلا يتزوّج ولا يتسرى فخذي الموسى واحلقي شعرة من حلقه إذا نام''. وقال للزوج: ''إنّها تريد قتلك إذا نمت''. قال: فذهب فتناوم لها، فجاءت بموسى لتحلق شعره من حلقه فأخذ بيدها فقتلها، فجاء أهلها فاستعدّوا عليه فقتلوه''.