قال رجل دين يهودي في تونس الاثنين ان الاحتفال الديني السنوي بكنيس الغريبة بجزيرة جربة سيقام نهاية الاسبوع الحالي في وقت بدأ فيه وصول الحجاج اليهود الى الجزيرة وسط اجراءات أمنية مشددةوقال رئيس الكنيس ورئيس الطائفة اليهودية في جزيرة جربة بيريز الطرابلسي لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء إن "الاحتفالات تبدأ اعتبارا من يوم غد الثلاثاء، لكن الطقوس الدينية والبيعة (الحج) ستقام يومي الجمعة والأحد الموافقين يومي 26 و28 نيسان/أبريل الجاري"، مضيفا أن "حفل الاختتام سيشهد حضور وزير السياحة التونسي" حسب قوله ويعتبر كنيس الغريبة من أقدم المعابد اليهودية في منطقة شمال إفريقيا، وقد شهد في السنوات الماضية وفود ما بين 57 آلاف يهودي يقيمون في تونس وبعض الدول الأوروبية للمشاركة في هذه الاحتفالات. وحول العدد المرتقب للزوار قال الطرابلسي "لا يمكنني تحديد العدد حاليا وإن كنت متأكدا ومتفائلا بأنه سيكون أرفع من السنة الماضية، حيث شارك العام الماضي 150 يهوديا فقط قدموا من خارج تونس بالاضافة الى يهود الداخل"، والذين يقدر عددهم بحوالي 1500 شخص يعيشون في محافظات الشمال والجنوب وفي جزيرة جربة جنوب البلاد. هذا واكد الطرابلسي ان القرار الذي اتخذ عام 2011 بالغاء الاحتفالات الدينية في الحج السنوي للغربية خارج اسوار الكنيس والذي يعطيها بهرجها ورونقها الديني والسياحي "ساهم في التقليل من عدد الزائرين"، لكنه استدرك قائلا "الاحتفالات السنوية تقام منذ أكثر من مائتي عام وقد شهدت حالات من تناقص الحجاج، لكن بعد فترة تعود وتيرة الزائرين الى حالتها الطبيعية وسيتحسن عدد زوارنا في السنوات المقبلة"، حسب تعبيره. وتعول الحكومة التونسية كثيرا على القطاع السياحي لدعم موازنة البلاد والتخفيف من حدة البطالة التي شملت جميع القطاعات بما فيها السياحة. ووفق ارقام حكومية نشرت الاثنين فان السياحة التونسية سجلت تراجعا على مستوى عدد السياح الوافدين بحوالي مليوني سائح وذلك بعد ثورة الرابع عشر من كانون الثاني/يناير عام2011، كما فقد نحو ثلاثة آلاف شخص فرص عملهم في السياحة التي تشغل 15 بالمائة من اليد العاملة في تونس وتساهم بنسبة 7 بالمائة في الناتج الداخلي الخام. وفيما يتعلق بالجانب الامني قال مصدر أمني رفيع لوكالة الانباء التونسية الرسمية أن تعزيزات أمنية أولى وصلت نهاية الاسبوع المنقضي الى جزيرة جربة في اطار مواصلة الاستعدادات لزيارة الغريبة اليهودية. وحسب ذات المصدر ستشارك في عملية تأمين هذا الاحتفال اليهودي قوات مشتركة من الاسلاك الامنية والجيش وتستهدف بالخصوص الشريط السياحي ومداخل الجزيرة وأماكن تواجد اليهود بالجزيرة وخاصة بالمنطقتين المعروفتين بالحارة الكبيرة والحارة الصغيرة أو الرياض، حيث يوجد معبد الغريبة. وكانت الجالية اليهودية في تونس تضم نحو مائة ألف شخص قبل الإعلان عن دولة إسرائيل عام 1948، ولكن لا يتجاوز عدد هذه الجالية اليوم ألفي شخص، يقيمون بشكل خاص في جربة وتونس العاصمة. وكان المعبد اليهودي "الغريبة" قد تعرض في شهر نيسان/أبريل 2002 لعملية تفجيرية بواسطة صهريج محمّل بقوارير غاز أسفرت في حينها عن مقتل 21 شخصا معظمهم من السياح الألمان