يعتبر حي باب الواد بوسط العاصمة، المعقل الرئيسي لأنصار مولودية الجزائر، كون أغلبية سكانه وخاصة الشباب يعشقون مولودية الجزائر إلى النخاع، لكن ذلك لم يمنع بعض الشبان من تعلقهم باللونين الأحمر والأسود.. وأنت تتجول بين شوارع باب الواد ستشد انتباهك الرايات التي علقت على شرفات العمارات وبين الأزقة الضيقة. وفي كل تتويج أو إنجاز يحققه العميد إلا وكان هذا الحي نقطة بداية الاحتفالات، مثلما حدث ذلك في مباراة نصف النهائي عندما اجتاز العميد عقبة وفاق سطيف. ونظرا لثقل هذا الحي العتيق من الناحية التاريخية والاجتماعية، فإن حتى لاعبي المولودية، مثل شاوشي وحشود وبصغير، احتفلوا مع أنصار المولودية ببلوغهم النهائي في باب الواد وحملوا على الاكتاف من طرف الأنصار. شوارع وأزقة باب الواد تعيش هذه الأيام حركة غير عادية وزينت أغلب الشوارع الرئيسية بالرايات الحمراء والخضراء بل وحتى الشرفات علقت فيها رايات المولودية. نفس المشهد تعرفه عدة أحياء في العاصمة على غرار ''ميسوني'' (فرحات بوسعد) وبوزريعة وساحة الشهداء وشوفالي وغيرها من الأحياء. فعائلة ''عمي مولود'' التي تقطن في حي باب الواد منقسمة بين من يناصر العميد ومن يريد تتويج الاتحاد، ''فابني عبد النور صاحب 35سنة والذي يناصر اتحاد العاصمة حتى النخاع، عوّدنا كلما يفوز فريقه على المولودية يدخل إلى المنزل ب''طرطة'' كبيرة وبعض الهدايا يعبّر بها عن فرحته، أما إذا خسر فريقه فيقاطع الجميع في المنزل''، على حد تعبير عمي مولود. وفي الجهة المقابلة، المشهد الذي تعرفه سوسطارة، المعقل الرئيسي لأنصار اتحاد العاصمة مغاير تماما لما هو عليه في باب الواد، خاصة وأنه المعقل الرئيسي لأنصار الاتحاد، فقد لبس حلة جديدة بالأحمر والأبيض والأسود، شأنه شأن حي باب جديد والقصبة أيضا وأحياء أخرى بالعاصمة التي تعرف هذه الأيام حوارا ساخنا بين أنصار العميد والاتحاد، وكل طرف يريد أن يظهر أنه الأقوى والأحسن. وقد أجرينا جولة في معاقل أنصار الاتحاد في حي سوسطارة، حيث التقينا بالمناصر محمد. خ 42سنة في إحدى المقاهي الشعبية بهذا الحي العتيق، وتحدث لنا بلغة الواثق من اختيار الكأس فريقه اتحاد العاصمة، حيث قال ''هذه المرة سنرفع الكأس أمام مولودية الجزائر ونؤكد أننا الأقوى.. صحيح أن المولودية توجت بالكأس أربع مرات أمام فريقنا ولكن التاريخ أيضا يؤكد أننا كلما تخطينا عقبة مولودية وهران في نصف النهائي نتوج بالكأس ولهذا أنا جد متفائل''. وغير بعيدين عن سوسطارة وباب الواد، وبالضبط في حي ''ميسوني'' زين بالألوان الحمراء والسوداء والخضراء. التقينا ببعض الشبان هناك كانوا بصدد تعليق رايتين عملاقتين لاتحاد العاصمة، وأخرى لمولودية الجزائر، فقادني الفضول للاستفسار حول النادي الذي يناصرونه فأجابني أحدهم: ''نحن هنا في ميسوني و''لاريوش'' (خليفة بوخالفة حاليا) منقسمون بين المولودية والاتحاد، ولكن دون مشكل أو صدامات والدليل أننا مع بعض نقوم بتعليق الرايات نغني مع بعض ونحتفل قبل اللقاء في روح رياضية، لأن في العائلة واحدة تجد أفرادها منقسمين بين المولودية والاتحاد''. وعن كيفية صنع الرايات والكتابات، دلنا أحدهم عن محل متواجد في الشارع الرئيسي لحي ''ميسوني'' يبيع القماش، وقال ''أحد أبناء الحي يقترح علينا صنع الرايات كون والدته خياطة، فنقوم نحن بجمع المبلغ المناسب من طرف محبي المولودية أو الاتحاد ونعطيه الفكرة التي نريد إبرازها في الراية، فهو يوفر لنفسه نصيبا من لمال ونحن نستفيد ونزين الحي بهذه الرايات التي تشاهدونها''. هذه الأجواء لا تختلف عن التي يعيشها أنصار المولودية في الضفة الشرقية للعاصمة كحي باش جراح. فسكان هذا الحي يعرفون جيدا عمي رابح، 65 سنة، المعروف بحبّه لمولودية الجزائر، حيث يعيش هذه الأيام على الأعصاب بسبب الاستفزازات التي يتعرض لها من طرف أبناء حيّه الذين يناصرون اتحاد العاصمة وعن مواجهة الفاتح ماي بين الجارين يتحدث ''للأسف لم أعد قادرا على التنقل إلى الملاعب مثلما فعلت في النهائيات السابقة بين المولودية والاتحاد، وسأتابع المباراة عبر الشاشة وعلى الأعصاب وأنا واثق من أننا سنفوز خاصة وأن المولودية غير متعودة على تضييع الكأس إذا وصلت للنهائي''.