يلتقي الفريقان العاصميان الاتحاد والمولودية للمرة الرابعة في تاريخ الناديين في نهائي كاس الجمهورية التي ستعلن اليوم عن اسم الفائز بالطبعة الثالثة والأربعين منذ تأسيسها بعد عام من الاستقلال. المسيرة المظفرة لمنافسة الكأس توقف قطارها بعد 44 عاما في محطة ملعب 5 جويلية في مباراة داربي ستحشد الآلاف من عشاق الكرة الجزائرية وبشبابيك مغلقة بعد أن نفذت كل التذاكر المطروحة للبيع يومي الاثنين والثلاثاء. وشاءت الصدف أن يكون نهائي هذا العام نسخة مكررة لنهائي الموسم الماضي والذي انتهى بتفوق صريح لمولودية الجزائر، بيد أن المعطيات المتوفرة حاليا تسير في صالح اتحاد العاصمة بتفوق طفيف. والمميز كذلك هو ان المباراة ستلعب في نفس توقيت مباراة الموسم الماضي اي في حدود الخامسة من مساء اليوم وهو توقيت مناسب حيث تهبط درجة الحراراة الى معدلات تسمح بمشاهدة مباراة مليئة بالإثارة. وفي توافق مع مباراة الموسم الماضي سيكون على العارضة الفنية للمولودية مدرب أجنبي هو الايطالي فابرو بينما سيكون مدرب الاتحاد جزائريا وهو رشيد بلحوت، والظاهر ان اللاستقرار ظل يسيطر على الأندية الجزائرية فطرفي المباراة النهائية يشرف عليهما مدربين حديثين. وعلى الورق يدخل اتحاد العاصمة مدججا بأسلحته الثقيلة إذا استثنينا غياب اللاعب دزيري الذي تنقل قبل شهرين الى قطر، فالفرصة مواتية للفريق بالظفر باللقب لأنه سيكون مدعما بجل عناصره البارزة بحراسة امينة من زماموش، وبمدفعية ثقيلة ممثلة في عريبي الذي غاب عن نهائي الموسم الماضي، بالااضفة الى العائد بقوة في الاونة الاخيرة عمور. بينما سيدخل العميد والشكوك تحوم حول مشاركة الحارس عز الدين، او ان مشاركته لن تكون بكامل قواه البدنية، اما في الدفاع فان حضور كوليبالي سيعطي الفريق اكثر ثقة بينما المرض الطارىء الذي الم بالجناح الطائر يونس هزت كثيرا ثقة هجوم المولودية الذي سيعتمد بشكل كبير على خبرة باجي و حيوية بوقاش. ويملك فريق اتحاد العاصمة اسبقية معنوية بعد تاهله للمباراة النهائية بجدارة حينما سحق منافسة شبيبة القبائل في المربع الذهبي، بينما تاهل العميد بصعوببة وبتالق لافت للحارس عز الدين الذي قاد فريقه الى النهائي امام البليدة بضربات حظ فقط. بيد ان المعطيات في المباراة الختامية تختلف كثيرا فالعميد الذي خرج خالي الوفاق من منافستين دوليتين وبطولة وطنية ليس امامه سوى تكرار مافعله الموسم الماضي للخروج بشرف من منافسات هذا الموسم. وبينما يامل الفريق في الحفاظ على تاجه وتحقيق الكاس السادسة في مشواره في ست نهائيات لعبها الفريق، يبقى انصار الاتحاد يمنون النفس بتسلم الكاس الثامنة في مشوارهم من يدي الرئيس بوتفليقة في النهائي السادس عشر للفريق. العاصمة بالأحمر والأخضر والأسود تزينت العاصمة طيلة هذا الأسبوع بالألوان الثلاثة هي الأخضر والأسود الممثل لكل فريق بالإضافة إلى اللون الأحمر المشترك، وبدت الأعلام ترفرف في شرفات العمارات بينما سارت مواكب مشجعي الفريقين في سيارات تعلوها الرايات تبعث منها أصوات أغاني تشيد و تمجد كل فريق. وبدت مدينة باب الواد قبلة مناصري الفريقين وتوافد عليها انصار الناديين من كل حدب وصوب ليشهدوا الاحتفالات التي تسبق المباراة. ورغم ان باب الواد معقل فريق مولودية الجزائر إلا أنها لم تخلو من مناصري الاتحاد الذين بدوا أكثر تفاؤلا من الموسم الماضي ورددوا شعارات "حينما يغير الخوف معاقله". وفي الساعات الثلاث بالقرب من هناك يبسط مناصري المولودية سيطرتهم على المكان بعد أن طوقوا المكان ومنعوا أي تجمهر لمناصري الاتحاد، بينما لجا أناصر الاتحاد إلى تعليق رايات عملاقة بالابيار وسوسطارة وهي اكبر معاقل الفريق. ومهما تكن المشاحنات والحرب الكلامية إلا أن ذلك لا يخلو من الدعابة والحرب النفسية التي تسبق المباراة لان أنصار الفريقين الغريمين ما يلبثوا إلى مشاركة بعضهما البعض في الاحتفالات بعد نهاية المباراة والتي تمتد لأسابيع. وما ان ينبلج صباح اليوم حتى تدب حركة غير معهودة بباب الواد وضواحيها وتصطف السيارات التي تتخذ منحى واحد باتجاه ملعب 5 جويلية، والأمر لايقتصر على باب الواد او قلب العاصمة لان الحدث كروي لا يمكن ان يضاهيه من حيث الالتفاف والاهتمام الجماهيري سوى كارثة بحجم السيول الجارفة التي مست المنطقة ذات نوفمبر 2001 او زلزال ماي 2003. تذاكر مزورة ..وأبواب الملعب مفتوحة من التاسعة صباحا وفي مشهد مكرر للموسم الماضي سيفتح ملعب 5 جويلية أبوابه في حدود التاسعة صباحا أمام المتعطشين لمشاهدة الفرجة، حيث امتلأ الملعب عن أخره في منتصف النهار الموسم الماضين وهو أمر سيحدث حتما اليوم. وقبل 48 ساعة نفذت التذاكر ال62 ألف المطروحة للبيع، وفتح المجال للسوق الموازية أن تنشط بكثافة على حواف الملعب وفي أزقة العاصمة، كما فتحت المجال من هواة "الكسب السريع وغير الشرعي" من طرح الآلاف من التذاكر المزورة ومن سعر 300 دينار الى 1500 أو ربما أكثر والأنباء الصحيحة ستكون قبيل منتصف نهار اليوم. الساعة 17:00 العاصمة تتوقف: سكوت نحن نتفرج وبحلول زوال اليوم تبدأ الحركة في العاصمة تقل شيئا فشيئا وتتضاءل باقتراب عقارب الساعة نحو الخامسة حيث تتوقف الحركة بكل الأحياء ولم يعد الشعب الجزائري يتنفس غير كرة القدم. وبينما تعلو صيحات الحاضرين بملعب 5 جويلية ابتهاجا بقدوم الرئيس و في انتظار إطلاق الحكم زكريني صافرة البداية، يلتف البقية أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الحدث الأهم في رزنامة الكثيرين اليوم. وبين شاشات العملاقة التي سيتم تنصيبها في العاصمة والتي لا تخلو فيها الأجواء عن ملعب 5 جويلية، يضطر البقية إلى التجمع عن الأقارب والأصدقاء لمشاهدة الحدث جماعيا والاحتفال في عرس الكرة ونسيان ولو لتسعين دقيقة الجرح الغائر في نفوس الجزائريين بعد خيبة المنتخب الوطني. وجها لوجه زماموش –كوليبالي: مواجهة بنكهة القهوة ستعيد مباراة اليوم للأذهان الهدف الأسطوري الذي سجله اللاعب المالي كوليبالي في شباك الحارس زماموش الموسم الماضي ضمن منافسات البطولة، وسيتجدد اللقاء اليوم بين الطرفين رغبة من الحارس اتحاد العاصمة في تدارك الامر خاصة بعد تالقه اللافت هذا الموسم، وايمانا من كوليبالي في تفوقه وتعبيدا لطريق الاحتراف عمور- باجي: أصحاب الحنكة والفنيات المواجهة الثانية في المباراة ستكون بين صاحبي الخبرة الثنائي باجي وعمار عمور وكلاهما يملك مواهب فنية نادرة في الجزائر حاليا، ويمضيان في طريق واحد. وربما ما يعطي الأهمية لهذه المواجهة هو العودة القوية للاعبين في الآونة الأخيرة، وهي مباراة ثأرية لعمور من نفس اللاعب الذي تفوق عليه فنيا ونتيجة في نهائي الموسم الماضي. بوقاش- بوشريط: لمن ستكون حسن الخاتمة رغم أن المنصبين الذين يلعبا فيهما كل منهما يجعل المواجهة بعيدة، طالما أن بوقاش ينشط في الهجوم على مستوى الجناح الأيسر وبوشريط في الاسترجاع بوسط الميدان إلا أن التألق اللافت لكل لاعب مع فريقه هذا الموسم يجعل المنافسة على أشدها حول من يستحق لقب أفضل لاعب. بوقاش الذي أنهى البطولة كهداف لفريقه والأبرز رفقة زميله يونس، سيجد اليوم خصما عنيدا هو اللاعب السابق لاتحاد عنابة عنتر بوشريط الذي أكد انه أفضل لاعب في اتحاد العاصمة هذا الموسم. من ارشيف نهائي كاس الجمهورية: 104 أهداف في 42 مباراة يحتفظ أرشيف نهائيات كاس الجمهورية بالكثير من المباريات المثيرة، لكن بالمقابل فانها لا تبدو غزيرة الأهداف لطابع المباراة التي يكون الهدف الأول فيها التتويج بغض النظر عن الأداء والفرجة. والى غاية نهائي الموسم الماضي والذي سيتكرر اليوم، فقد تم تسجيل 104 أهداف في 42 نهائي لعب إلى غاية لقاء اليوم. ويملك فريق شباب بلوزداد اكبر عدد من الأهداف المسجلة في المباراة النهائية حيث وقع 17 هدفا في 9 نهائيات لعبها، وهو نفس العدد الذي أحرزه اتحاد العاصمة لكن مع أفضلية لبلوزداد طالما أن العاصميين لعبوا 17 نهائي قبل اليوم. ووقع هجوم المولودية 14 هدفا في خمس نهائيا ت يلعبها وهو اليوم امكام اختبار آخر لقياس قدراته والرفع من رصيده مثله مثل اتحاد العاصمة. وياتي في المركز الخامس وفاق سطيف الذي وقع 11 هدفا في 7 نهائيات لعبها. وكل هذه المعطيات تأخذ بعين الاعتبار النهائيات المعادة مثل تلك التي جمعت بين اتحاد العاصمة وبلوزداد عامي 69 و70 وأول نهائي كاس جمهورية بالنسبة للوفاق عام 63. نهائي 69 الأكثر أهدافا ونتيجة (2-1) تكررت عشر مرات بنتيجة (2-1) توج الموسم الماضي فريق المولودية بكاس الجمهورية امام جاره اتحاد العاصمة، وبالمناسبة هي النتيجة التي تكررت لعشر مرات طيلة ال42 نهائي الذي لعب لحد الآن.حيث تفوق نادي بني ثور على تلمسان بنفس النتيجة سنة 2000 واتحاد العاصمة على شباب بلوزداد في 2003. ويعد نهائي عام 1969 الاكثر غزارة من حيث الأهداف حيث سجل فيه 8 أهداف كاملة في اللقاء التاريخي الذي جمع شباب بلوزداد واتحاد العاصمة وانتهى بتفوق البلوزدادين بنتيجة (5-3). كما يحتفظ أرشيف نهائي كاس الجمهورية بمباراة جميلة جدا بين مولودية الجزائر وجمعية وهران عام 83 سجل بوسري من المولودية هدفين وتسفاوت هدفين لفريقه وانتهت بتفوق العميد بنيتجة (4-3)، كما ان النهائي المزمع اقامته اليوم بين المولودية والاتحاد كان قد حسم في عام 1970 لصالح المولودية بنتيجة (4-2). الاتحاد غير محظوظ في النهائي أمام المولودية بالنظر الى تاريخ نهائيات كاس الجمهورية تبدو الفعالية كبيرة من جانب المولودية التي ظفرت بخمسة كؤوس في خمس نهائيات لعبها الفريق، بينما يبدو اتحاد العاصمة غير محظوظ رغم انه يملك زعامة الأندية الجزائرية من حيث التتويج بعدد الكؤوس. وجمع اتحاد العاصمة سبعة كؤوس من مجموع 16 نهائي لعبه الفريق الذي ظل الحظ دائما يعانده في المباراة الفاصلة فهل سيطرد النحس اليوم؟. حمدود أمام فرصة إثراء الرصيد ستسلط الأضواء على اللاعب محمد حمدود في مباراة اليوم لان تتويجه باللقب سيضعه في المرتبة الأولى من حيث حصد الكؤوس الجزائرية. ورغم ان حمدود بقي وفيا لاتحاد العاصمة إلا انه استطاع أن يظفر مع الفريق بخمسة كؤوس كاملة والفرصة مواتية إلى رفع عدد تتويجاته إلى ستة. ويعد لاعبو اتحاد العاصمة الأكثر تتويجا مثل دزيري وغول و دغماني الذي يلعب حاليا لاولمبي العناصر بخمسة ألقاب. كما يملك غازي وزغدود أربعة كؤوس وهو مجموع تتويجاتهم مع اتحاد العاصمة، أما النجم الأسبق بطروني فقد استطاع أن يجمع أربعة كؤوس، ثلاثة مع المولودية وواحد مع اتحاد العاصمة، كما سبق لعبدوني ومعوش وحمادو التتويج مع الفريقين المنشطين لنهائي اليوم. ويجمع محي الدين مفتاح الذي اعتزل الكرة الموسم الماضي اكبر عدد من التتويجات أربعة مع اتحاد العاصمة وتتويجين مع فريق شبيبة القبائل وهو الرقم نفسه الذي يحتفظ به حاج عدلان. بلقايد بكى مع الاتحاد يوم فرح العميد اللاعب الآخر الذي ستصوب الأنظار نحوه هو فاروق بلقايد القادم هذا الموسم من اتحاد العاصمة لمولودية الجزائر، وبعد أن عاش الموسم الماضي الخيبة مع اتحاد العاصمة حينما خسر أمام العميد، سيجد اللاعب نفسه في مباراة اليوم أمام امتحان آخر وهو النهائي الثاني على التوالي الذي يشارك فيه فكيف سيكون الحال بألوان المولودية؟. منشطا النهائي بالارقام اتحاد العاصمة:لعب 15 نهائي، فاز في 7 وخسر 8، سجل 15 هدفا وتلقى 22 هدفا مولودية الجزائر: لعب 5 نهائيات، فاز في 5 ولم يخسر أي نهائي، وقع 14 هدفا وتلقى 6 أهداف. الياس.ف