قررت سلطات القضاء الباكستانية اليوم الثلاثاء إبقاء الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف قيد الإقامة الجبرية خلال الانتخابات العامة المقررة في ماى المقبل وذلك وفق المحكمة التي تلاحقه بتهمة التورط في اغتيال بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان الراحلة. وقالت مصادر إعلامية أن "مشرف لم يعرض على محكمة راولبندي خلال جلسة اليوم لاعتبارات أمنية حيث يواجه تهديدات بالقتل من حركة طالبان الباكستانية". وصرح شودري ذو الفقار المدعي الخاص لوكالة المباحث الاتحادية التي تباشر التحقيق مع مشرف في هذه القضية متحدثا إلى مندوبي وسائل الإعلام بعد جلسة الاستماع بأن "مشرف لا يتعاون مع فريق التحقيق". وكانت المحكمة قد قررت في وقت سابق من الأسبوع الماضي استبقاء مشرف رهن الحبس الاحتياطي الفعلي لمدة 4 أيام ومنذ ذلك الحين يباشر فريق التحقيق المشترك التابع لوكالة المباحث الاتحادية /اف اي ايه/ استجواب الحاكم العسكري السابق في هذه القضية الشهيرة في منزله الكائن في ضاحية "شاك شهزاد" على أطراف إسلام آباد. تجدر الإشارة إلى أن مشرف - رئيس حزب الرابطة الإسلامية لكل باكستان - رهن الإقامة الجبرية في منزله على ذمة قضية احتجاز القضاة عام 2007 حيث أعلنت السلطات منزله "سجنا خاصا" بعد أن قررت المحكمة في 18 أفريل الجاري إلغاء الإفراج المؤقت بكفالة واقية الممنوح له. وعلاوة على ذلك رفضت المحكمة طلبا لمشرف لإعادة تشكيل فريق التحقيق المشترك بعد أن أعرب مشرف عن "عدم ثقته" في هذا الفريق المشترك الذي شكله وزير الداخلية السابق رحمن مالك لمباشرة التحقيق معه. وكان مشرف - قائد الجيش السابق - قد عاد الشهر الماضي إلى باكستان بعد أن عاش بالمنفى الاختياري قرابة 4 أعوام ليخوض الانتخابات العامة التي ستجرى يوم 11 ماي القادم رغم احتمال اعتقاله على ذمة اتهامات مختلفة وتهديدات بالقتل من طالبان الباكستانية التي شكلت فرقة اغتيالات خاصة لاستهدافه . ولكن السلطات الانتخابية منعت مشرف من خوض سباق الانتخابات العامة مما أجهض محاولاته استعادة نفوذه بالفوز بمقعد بالبرلمان موضحة أنه "تم منع مشرف بسبب قضايا مقامة ضده لم يفصل فيها بعد" وأنه "غير مؤهل" وقد طعن مشرف في قرار منعه من خوض الانتخابات استنادا على أنه "لم تثبت بعد إدانته في أية من القضايا المرفوعة ضده". واتهم الجنرال مشرف بأنه لم يضمن بشكل مناسب أمن بوتو التي اغتيلت في 27 ديسمبر 2007 عندما كانت تقود مهرجان حزبها "حزب الشعب الباكستاني" في روالبيندي المدينة المتوأمة مع العاصمة الباكستانية وحيث المقر العام للجيش. وبعد أكثر من خمس سنوات لم يدن أحد باغتيال بينظير بوتو التي أصبح ابنها بلاوال بوتو زرداري يقود الحملة الانتخابية لحزب الشعب الباكستاني لكنه يتجنب التجمعات والاختلاط بالحشود لأسباب أمنية. ومنذ عودته إلى باكستان غاص مشرف في مستنقع من القضايا المرفوعة ضده, تتراوح من اعتقال القضاة إلى اغتيال بينظير بوتو إلى خيانة الدولة. ورفضت اللجنة الانتخابية ترشيح الرئيس السابق الذي حكم البلاد منذ انقلاب 199 حتى استقالته في 2008 "لأنه انتهك الدستور عندما كان رئيسا"