شدّد السيد كريم شريف، مسؤول المجموعة الفندقية ''ايدن'' ورئيس الفدرالية الوطنية لمستغلي الفندقة، على أن نجاح السياحة وتطوير خدمات الفندقة يمر بالضرورة عبر إسنادها للمحترفين، مشيرا إلى أن الإعلان عن إنشاء الفدرالية سيساهم في ضمان تدارك النقائص، إلى جانب إعطاء الأولوية للزبون كنقطة أساسية وتوفير البنى التحتية بمقاييس عالمية لنجاح السياحة في الجزائر. وأوضح كريم شريف، على هامش افتتاح الصالون الدولي للسياحة والأسفار في طبعته 14 بقصر المعارض، أن الفدرالية التي تضم 360 من مستغلي الفنادق الخواص والعموميين، يمثلون 48 ولاية، ستساهم في هيكلة وتطوير قطاع بحاجة إلى الكثير من الاحتراف وروح المبادرة، مؤكدا على أنه لا يمكن أن يكون هناك استثمار فاعل في أية منطقة دون توفير البنى التحتية التي تسمح بمصاحبة النمو والنشاط الاقتصادي. كما ستساهم في إعادة الاعتبار للعنصر البشري، من خلال التكوين والتأهيل. ولاحظ مسؤول مجموعة ''ايدن''، أن هناك مشاكل وكوابح تعترض المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين لتجسيد مشاريعهم، وعليه يتعين مواجهتها لتدارك التأخر المسجل، بالنظر إلى التطور السريع لحركة السياحة العالمية، حيث فاقت عتبة مليار شخص سنة 2012، مقابل 996 مليون في 2011، ورقم أعمال يعادل ألف مليار دولار. وبالنسبة للجزائر، نقدرها بحوالي 460 مليون دولار. وسجّل كريم شريف بالنسبة للجزائر العدد المعلن عنه، هو 7,1مليون شخص. وبطبيعة الحال، فإن الأرقام الخاصة بالجالية الجزائرية بالمهجر مدرجة، في وقت نلاحظ فيه أن المغرب استقبل 35, 9 مليون سائح في 2011، مقابل 7, 4 مليون لتونس و5, 9 مليون لمصر، وهو مؤشر يتعين مراعاته. مضيفا أن نفس الأمر يتعلق بالحظيرة الفندقية، إذ نحصي في الجزائر 1200 فندقا من كافة الأصناف، بقدرة إيواء تصل 98 ألف سرير، نسبة كبيرة منها تابعة للقطاع الخاص، بينما نسجل في المغرب قدرة تصل 158 ألف سرير، و241 ألف سرير في تونس. وأكد نفس المسؤول أن القطاع العمومي يمثل في الجزائر 5 في المائة، و63 فندقا يتجه إلى التراجع أكثر، في حين ساهم القطاع الخاص باستثمار قيمته 200 مليار سنتيم، ومع ذلك نظل بعيدين عن مستوى العديد من البلدان، فالجزائر تحوز على 10 فنادق من فئة 5 نجوم، بينما نجد 45 في تونس و100 في مصر، وهذا العامل أيضا يتعين أخذه بعين الاعتبار. ويضاف إلى ذلك، عوامل أخرى مثل المؤشر الأمني الذي يمكن أن يؤثر على مسار التدفقات السياحية. وبما أن الجزائر تعرف تحسّنا في هذا الجانب، فإن ذلك يمكن أن يكون عاملا دافعا إيجابيا، ولكن يجب أن تتوفر عوامل أخرى، منها الإرادة السياسية الفعلية لتطوير السياحة. وتتشكّل مفاتيح نجاح أية سياسة سياحية، في إرساء سياسات عمومية واضحة المعالم، وإرساء إطار قانوني وتنظيمي وتوفير مناخ ومحيط ملائم للأعمال، وضمان بنى تحتية عالية المستوى، سواء بالنسبة للطرق أو النقل الجوي أو تكنولوجيات الاعلام والاتصال، وتثمين الموارد البشرية، وهي الشروط الضرورية لنجاح أية سياسة سياحية في البلاد، والتي تتقاطع مع الأهداف المحددة، والتي تتمثل في الرفع من قدرات الإيواء السياحي وإعادة الاعتبار وتأهيل الفنادق الموجودة وتنويع العروض السياحية وترقية صورة الجزائر السياحية، وإدراج الوجهة الجزائرية في أكبر المسارات التجارية السياحية الدولية، والرفع من التدفقات السياحية لتشكّل موردا هاما بالعملة الصعبة، ومساهمة القطاع في إنشاء مناصب شغل. وخلص كريم شريف إلى أهمية حل إشكالية العقار وتوفير الأوعية العقارية للمشاريع، يضاف إليها آليات التمويل، مشيرا إلى أن هناك تدابير تسمح بالوصول إلى العقار والاستفادة من مزايا ضريبية، وأخرى خاصة بتخفيض الفوائد والرسم على القيمة المضافة إلى 7 في المائة، بدلا من 17 بالمائة، يتعين تفعليها كمؤشر عن الاهتمام بهذا القطاع الاستراتيجي. على صعيد آخر، أشار كريم شريف إلى أن مجموعة ''ايدن'' تعكف على توسيع نطاق نشاطاتها ودائرة تواجدها، بعد وهران وسيدي بلعباس، حيث تهدف المجموعة إلى أن تكون علامة جزائرية ذات مرجعية وطنية تتواجد بأهم المناطق بمقاييس دولية، مع تنويع العروض والخدمات، وتوفير مناصب شغل للخبرة الجزائرية، حيث تضمن المجموعة لحد الآن تشغيل قرابة ألف شخص، حيث تصبو العلامة إلى استثمارات جديدة في مناطق متعددة، على غرار بجاية، ولكن أيضا الجزائر العاصمة.