وقفت منذ أكثر من أسبوع، المناوبات بمركز مكافحة التسممات بمستشفى محمد لمين دباغين بالعاصمة مايو سابقا ما يحرم المرضى على المستوى الوطني من الإرشادات الطبية المصيرية أحيانا، ابتداء من الساعة الرابعة زوالا. يبدو أن فضائح قطاع الصحة لن تتوقف في القريب العاجل، وجاء الدور هذه المرة على مركز مكافحة التسممات التابع للمركز الوطني لعلم السموم بمعهد باستور، بعد أن قرر عماله التوقف عن ضمان المناوبات الليلية بسبب خطأ إداري يعود لسنة 2009 عندما قررت رئيسة هذا المركز، تحويل 16 طبيبا من مركز باستور نحو مركز مكافحة التسممات بمستشفى محمد لمين دباغين، يتولون مهمة تقديم الإرشادات الطبية وتوجيه المصابين بتسممات عبر الهاتف والتدخل على مستوى مستشفى ''مايو''، غير أنهم بعد فترة تفطنوا أنهم لا يتقاضون منحة المناوبة الليلية التي توقف عن القيام بها الأطباء السبعة للمركز فور قدوم أطباء معهد باستور. وحسب مصدر ''الخبر''، وبعد استفسارهم عن حقهم في المنحة، تلقى الأطباء ال16 تطمينات، لكن الخبر اليقين نزل عليهم منذ أسابيع يقضي باستحالة استفادتهم من المنحة بحكم أنهم ليسوا موظفين بمستشفى مايو، كما لا يمكنهم الاستفادة من مخلّفات هذه المنحة منذ ,2009 وطيلة هذه الفترة، بسبب عدم قانونية تحويلهم من معهد باستور إلى مركز مكافحة التسممات. هذا الوضع دفع الأطباء للتوقف عن القيام بالمناوبة، الأمر الذي دفع بالمسؤولة عن المركز للاستنجاد بالأطباء السبعة الأصليين للمركز للقيام بالمهمة، غير أنهم ومنذ أسبوع أعلموا مسؤولتهم أنهم غير قادرين على الالتزام بها بسبب الإرهاق، حيث أن المركز يجب أن يكون عمليا طول ساعات اليوم وكل أيام الأسبوع، طلب ردت عليه المسؤولة بالإيجاب، ما جعل المركز يقفل أبوابه يوميا على الرابعة مساءا، ومن يدفع الثمن؟ ككل مرة المرضى. وأسرت مصادرنا أنه، في الأيام الأولى من توقف المناوبة، احتاج أطباء مقيمون بمصلحة استعجالات مايو لاستشارات بعد استقبالهم لحالات تسمم، فصدم مدير المناوبة بغياب أطباء مركز مكافحة التسممات. أما المتصلين من مختلف مناطق الوطن، فسيستمتعون برنة الهاتف طوال الليل، على أمل أن تخفف آلامهم بدلا من إرشادات ونصائح الأطباء، وهو ما وقفنا عليه، ليلة أول أمس، حيث اتصلنا على فترات متباعدة من الليل، لكن لا من مجيب.