قال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن صام يُرائي فقد أشرَك، ومن صلّى يُرائي فقد أشرَك، ومَن تصدَّق يُرائي فقد أشرك''، أخرجه أحمد من حديث شداد بن أوس رضي اللّه عنه، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن طلب الدّنيا بعمل الآخرة طمس اللّه وجهه، ومحق ذِكره، وأثبت اسمه في النّار''، رواه الطبراني، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن أحْسَن الصّلاة حيث يَراه النّاس، وأساء الصّلاة حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربَّه تبارك وتعالى''، أخرجه البيهقي من حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه. فالرياء مهلك وخطره عظيم، والاحتراز منه واجب مهم، وأشدّ أنواعه: أن يتجرّد باعث الرّياء في العبادة، بحيث يصير الإنسان أوّل النّاس، وحريصًا على اطّلاعهم ونظرهم إليه، ولم يجد باعثًا على العمل غير ذلك أصلاً، ودون ذلك: أن يقصد بعمله التقرُّب إلى اللّه تعالى وطلب ثواب الآخرة، مع مُراءاة النّاس وطلب المحمدة عندهم والمنزلة، وهذا قبيح محبط للثّواب، والّذي قبله أقبح وأحبط وأخطر، ولا يخلو صاحبه من الإثم والعقاب. الإمام عبد اللّه بن علوي الحدّاد الحسني