كشف مصدر من مديرية الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار بولاية غليزان، أن الاتفاقيات والترتيبات التي حملها عقد الشراكة والمساهمة ما بين المجمع الجزائري والشركة التركية الممضى بتاريخ 30 أفريل الماضي بمقر الوزارة، بحضور مسؤوليها المباشرين والمشرفين على الشركة التركية يسير وفق ما تضمنته بنود عقد المساهمة، الذي أفضى بموجبه دخول وحدة مينا للنسيج حيز الخدمة بداية شهر سبتمبر المقبل، بإنتاج الأدوات النسيجية مثل الألبسة الرياضية، القمصان والجوارب، وتصدير المنتوج نحو السوقين الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، في حين يتم تسويق بقية الإنتاج بالسوق الوطنية. وتعتزم الشركة من وراء ذلك تحقيق رقم أعمال بقيمة 6,2 مليار خلال السنة أولى من النشاط ليبلغ 2,5 مليار دينار جزائري في حدود السنة الثانية. وقد جاءت هذه الاتفاقية لرد الاعتبار لهذا القطاع الذي عرف جمودا وركودا طيلة المدة السابقة، عكس النهضة النسيجية التي عرفتها العديد من مناطق العالم، على غرار الصين وتركيا مثلا. ولتفعيل وتجسيد ذلك اتفق الطرفان على جملة من التدابير سعيا لبلوغ الأهداف المسطرة، من بينها دعوة المستثمرين إلى تكوين الموارد البشرية وإنشاء مدارس متخصصة وإعادة تأهيل وسائل الإنتاج، وهو ما تم في وحدة غليزان التي رفعت من قدراتها البشرية لتبلغ 3 مرات عدده الماضي الذي كان ينحصر في حدود 162 عامل. أما الهدف من إعادة بعث قطاع النسيج، فيتمثل في التقليص من الواردات وتحسين العلامة الجزائرية مستقبلا من أجل الاستجابة لمتطلبات المستهلك، لاسيما الشباب وكذا التصدير نحو السوق الدولية. هذا ولم يخف مصدرنا إمكانية تجسيد عقود شراكة مستقبلية تمت محادثات ومفاوضات بشأنها قد تكون منطقة بلعسل أو سيدي خطاب الصناعيتين بولاية غليزان قطبا لها. وتساهم الشركات التركية في إعادة الاعتبار وبعض فروع النسيج في الجزائر الذي واجه أزمة هيكلية مع نهاية الثمانينات، ساهم في اختفاء معظم الشركات المنتجة التي تضررت من المنافسة الآسيوية الكبيرة وخاصة الصينية، حيث أضحت الشركات التي عانت من عدم تجديد أدوات الإنتاج والعصرنة غير قابلة على مواكبة التطورات المسجلة في السوق في ظل الاختراق الصيني مع تحرير التجارة الخارجية.