وقعت، أول أمس، شركة تسيير المساهمات «الصناعات التحويلية»، والمجمع التركي «تايبة»، بروتوكول اتفاق، لإنجاز مركب مدمج لمصانع النسيج بالحظيرة الصناعية لولاية غليزان، وتندرج هذه الشراكة ضمن مخطط تنمية قطاع النسيج لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير إلى الخارج، مثلما قال وزير الصناعة شريف رحماني. أكد، وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، شريف رحماني، لدى إشرافه على مراسيم توقيع اتفاق الشراكة، بمقر وزارته، أن المشروع يهدف إلى إعادة بعث الصناعة النسيجية في بلادنا بعد أن «كادت تؤول إلى الزوال»، وتلبية احتياجات الشباب والمواطنين بمنتجات نوعية، إلى جانب اقتحام السوق الدولية. وقال، رحماني، أن الاتفاق بين الشركة الجزائرية، والمجمع التركي لإنتاج وتسويق النسيج، جاء بعد خمسة لقاءات متتالية، قام خلالها المستثمر التركي، وخبرائه بدراسة السوق الجزائرية واخذ نظرة شاملة عقب تفقد جميع الوحدات التي تشتغل والمعطلة. وأبدى الأتراك، حسب الوزير، عزمهم على بعث الاستثمار في بلادنا من خلال إنشاء مركب مندمج في الحظيرة الصناعية بغليزان، يضم 08 وحدات صناعية للنسيج وتفصيل الملابس، ومركز أعمال ومدرسة للتكوين، وقطب عقاري لفائدة الإطارات والعمال وفضاءات رياضية وترفيهية . وقال شريف رحماني، أن المشروع الهام يهدف، في مرحلته الأولى توفير 10 آلاف و100 منصب شغل مباشر وتكوين 400 إطار، وينذرج ضمن نظرة جديدة تستهدف إشباع السوق الوطنية وتصدير المنتجات. وأضاف أن إنشاء قطب للنسيج بهذا الحجم مع الشريك التركي، سيؤدي إلى خفض التبعية إلى الخارج، واستيراد الخبرات، لإطلاق منتجات جزائرية خالصة ذات نوعية رفيعة، إضافة إلى تغيير الذهنيات واحترام العمل وقيمته. وأعلن، رحماني، عن خلق الشركة المختلطة أواخر شهر جوان المقبل، وإعداد أشغال التهيئة القاعدية للمشروع، وأثنى في ذات الوقت على نوعية الشراكة الجزائرية التركية، المبنية على الثقة والمصداقية، وقال أن هناك زيارات سياسية في الأسابيع القادمة لتجسيد الاتفاقات المبرمة في هذا الميدان والميادين الإستراتيجية الأخرى. من جانبه، قال سفير تركيا بالجزائر، أن المركب المدمج للنسيج المقرر انجازه بغليزان سيجعل من الجزائر مركزا هاما لصناعة النسيج في العالم عند نهاية المشروع. وعبر، «ماسوت توبراك» رئيس المجمع التركي «تايبة»، عن رغبته الكبيرة في المساهمة في تطوير صناعة النسيج في الجزائر، وقال انه متأكد من نجاح المشروع لان «هناك طاقات كبيرة في هذا المجال وسننتج نوعية رفيعة وبماركة جزائرية»، ويملك رجل الأعمال التركي ماسوت، خبرة تناهز ال40 سنة في ميدان النسيج ويملك 5 مصانع في تركيا وآخر في مصر، تقدم منتجات ذات نوعية رفيعة ومعروفة على الصعيد العالمي. وبشأن تكلفة المشروع، قال أن العمل سيكون عبر مراحل، وستصل القيمة الإجمالية 900 مليون دولار عند النهاية، وتمنى رؤية الملابس الجزائرية قريبا. وأوضح، عبد الحق سعيداني، رئيس شركة تسيير المساهمات «الصناعات التحويلية»، أن قطب النسيج الذي يضم 8 مصانع سينتج ملابس رجالية ونسائية خاصة المتعلقة منها بالشباب على غرار، الجينز، الاقمصة القمصان الألبسة الرياضية، ذات نوعية رفيعة، ويستهدف بلوغ 50 مليار دينار، كرقم أعمال خلال 5 سنوات.