يعتبر التدخين من أكثر الأسباب المؤدية للموت، حيث يقتل، يوميا، حوالي 20 ألف شخص، وأكثر من 7 ملايين في كل سنة عبر العالم. التدخين عادة يألفها الإنسان دون إرادة، وأحيانا بمحض إرادته، ولأن التبغ مادة مكونة من عدة مواد سامة، فإن التدخين الناتج عن احتراق هذا التبغ يؤدي إلى تكوين مواد أخرى أكثر سما كالقطران، الذي يعتبر مادة قاتلة، ويحتوي على مادة مسرطنة تدعى 3-4 بنزوبيران (Benzpirene4-3) الذي يحوّل، مع الوقت، خلايا مخاطي المجاري التنفسية ومخاطي الجهاز التنفسي إلى خلايا سرطانية، تنمو، شيئا فشيئا، لتتحول إلى سرطان الرئة، وكذا سرطان اللسان وسرطان الشفاه والحنجرة والبلعوم والمعدة.. إلخ. يستنشق الإنسان المدخن أكثر من 4000 مادة سامة ناتجة عن التدخين، بعضها يسبب الإدمان، كالنيكوتين وهي مادة في منتهى الخطورة، حيث يكفي ما تحتويه سجارتان فقط لقتل الإنسان، لولا الاحتراق الذي يقضي على نسبة من تلك المادة، ثم الجهاز الهضمي الذي يمثل حاجزا لها، ولا يسمح بمرور إلا القليل منها فقط، لكن نسبة هامة منها تغزو الجهاز العصبي لتجعل الإنسان مدمنا على التدخين، بسبب إطلاقها لمواد عدة، كالدوبامين المعروفة عند المصابين بمرض باركنسون وغيرها. إن التخلي عن التدخين ليس سهلا لكنه ممكن، حيث يكفي أن تتوفر لدى الإنسان المدخن مجموعة من العوامل: أولا: الإرادة الكافية للإقلاع عن هذه العادة الشاذة، التي هي سبب كل معاناته فيما يصيبه من نوبات السعال المتكرر والتنخم وأوجاع الصدر وصعوبة التنفس ثم فقدان الشهية والغثيان والشحوب، واصفرار البشرة وتسوس الأسنان واصفرارها، والرائحة الكريهة للفم والعياء وقرحة المعدة والسكتة القلبية والغنغرينا والضعف الجنسي، وغيرها من الأعراض التي لا يسعنا ذكرها كلها، والتي يتخلص منها الشخص عندما يتخلى عن هذه العادة. ثانيا: إقناع نفسه بجملة الأخطار التي تهدده أكثر فأكثر مع مرور الوقت. ثالثا: القيمة المالية التي يربحها في آخر السنة، حيث يصرف المدخن، الذي يستهلك علبة واحدة فقط في اليوم، ما يقارب 40 ألف دينار سنويا. رابعا: الحفاظ على صحة أبنائه وزوجته، الذين يدخنون معه رغما عنهم، بما يسمى "التدخين السلبي". خامسا: الخفة والراحة والسعادة التي تميز الشخص الذي لا يدخن. سادسا: تحسّن ملامحه وتلون وجهه وبشرته، وانفتاح شهيته.