جدد الوزير الأول الياباني، شينزو آبي، أمس، عرفان بلاده بالجهود التي بذلتها الجزائر في تسليم جثث الرعايا الأجانب الذين راحوا ضحية اعتداء تيڤنتورين الإرهابي، وذلك بمناسبة استقباله لرئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، على هامش افتتاح ندوة طوكيو الدولية الخامسة حول التنمية في إفريقيا بمدينة يوكوهامااليابانية. احتفلت، أمس، ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا (تيكاد) بذكرى تأسيسها العشرين في افتتاح دورتها الخامسة بمركب المؤتمرات في مدينة يوكوهامااليابانية. واحتلت الصومال المساحة الأوسع من نقاشات اليوم الأول، حيث تدخل ممثل الجزائر ورئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، داعيا إلى دعم جهود الصوماليين في سبيل استرجاع الوحدة، كما حيا جهود ال«تيكاد" لتحقيق هذا الهدف. واختارت اليابان لهذه الدورة دعم نسبة النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية موضوعا، من خلال الدعوة إلى دعم التنمية المستدامة، والوصول إلى توزيع عادل للثروة، وضمان الأمن والسلام. ويشارك في الطبعة الخامسة ل«تيكاد" ما لا يقل عن 39 رئيس دولة وحكومة إفريقيا، إضافة إلى الحكومة اليابانية والأمم المتحدة، وبرنامج الهيئة الأممية للتنمية، والبنك العالمي، ولجنة الاتحاد الإفريقي المختصة في تنمية إفريقيا، إلى جانب ممثلين عن 34 دولة غربية و74 منظمة مجتمع مدني، والمنظمات غير الحكومية، ومستثمرون خواص. واستقبل الوزير الأول الياباني، شينزو آبي، الذي كان مرفوقا بوزير خارجيته، فيميو كيشيدة، بفندق "أنتركونتينونتال"، الذي يعانق ضفة طوكيو كما الباخرة التي تتهيأ لدخول الماء، على هامش انطلاق أشغال الندوة، عبد القادر بن صالح لمدة عشر دقائق، عبر له فيها عن امتنان الشعب الياباني للجزائر نظير كل ما بذلته من جهود في التعرف على جثامين الأجانب الذين قتلوا في اعتداء تيڤنتورين الإرهابي. وشدد في نفس الاتجاه على أن "اليابان كان وسيبقى صديقا للجزائر، كما أن عملية تيڤنتورين الإرهابية جاءت لتكرس عزم اليابانيين على المساهمة الفعلية في الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه". واغتنم بن صالح الفرصة ليؤكد على أن "الدم قد يكون الطريق الأمثل لتوطيد العلاقات بين البلدان والشعوب". ومن خلال تجولنا في "المعرض الإفريقي"، الذي يحتضنه مركب يوكوهاما للمؤتمرات، على هامش الندوة، وقفنا على اهتمام كبير من طرف الصينيين واليابانيين بالصناعة الصيدلانية والكيميائية في الجزائر. وفي لقاء له مع الصحافة، برر مدير المركز الدولي للصحافة، الناطق الرسمي المساعد باسم الخارجية اليابانية، مسارا ساتو، اهتمام ندوة "تيكاد" بدعم النمو الاقتصادي في القارة الإفريقية، بكون "نسب النمو في القارة السمراء عرفت خلال العشرية الأخيرة ارتفاعا كبيرا بلغ 5 بالمائة، ما يدفعنا إلى التفكير جديا في البحث عن السبل الأمثل التي تمكن القارة من تحقيق المزيد من النمو". وأضاف: "سجلنا مطالب الرؤساء الأفارقة بتكريس المساعدات اليابانية للقارة، وبدفع القطاع الخاص الياباني إلى الاستثمار أكثر فيها، كما سجلنا في المقابل ملاحظات ممثلي القطاع الخاص الذين يتحدثون عن النقص الكبير في الهياكل البشرية والقاعدية كأهم عائق في وجه الاستثمار في إفريقيا". ومن خلال التواصل مع الفاعلين الأفارقة واليابانيين، أوضح المتحدث بأن "طوكيو مقتنعة تماما بأن التنمية المستدامة في القارة الإفريقية تمر حتما عبر مشاركة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، والتوزيع العادل للثروة من خلال إطلاق برامج للدعم الاجتماعي وتطوير قطاعي الحياة الإستراتيجية كالصحة والتربية، إلى جانب مد يد العون للفلاحين". وذكر ممثل وزارة الخارجية اليابانية، الذي التقى رجال الإعلام في المبنى الضخم الذي يضم مكاتب وقاعات المركز الدولي للصحافة، أن عدد الشركات اليابانية التي تنشط اليوم في القارة الإفريقية بلغ 333، ذكر منها شركة "ميتسوي"، التي تنشط بالجزائر في مجال المنشآت المينائية. وتستمر أشغال الدورة الخامسة لندوة طوكيو الخاصة بالتنمية في إفريقيا إلى الثالث جوان، عبر العشرات من اللقاءات بين الفاعلين الاقتصاديين والماليين والصناعيين الأفارقة واليابانيين.