عبرت الكتلة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني عن التزامها بقرارات الحزب فيما يتعلق بخيارات تجديد الهياكل في المجلس الشعبي الوطني عن طريق التعيين وليس الانتخاب، بعد لقاء جمع منسق المكتب السياسي، عبد الرحمن بعياط، ورئيس الكتلة، الطاهر خاوة، إلا أن هذا التوافق لم يعبر عن رأي جميع النواب، في وجود “عناصر” ترفض تعيينات من “هيئة مؤقتة” تقود الأفالان. خفت حدة الخلاف الذي أثاره قرار المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني باعتماد مبدأ التعيين في تجديد الهياكل في البرلمان بدل الانتخاب، وفق ما يصف الطاهر خاوة، رئيس الكتلة البرلمانية للأفالان. وقد اجتمع منسق المكتب السياسي، عبد الرحمن بلعياط، مع خاوة، مساء أول أمس، وعدد من نواب البرلمان، بخصوص القرار الأخير للحزب، والذي خلف بداية رفضا من برلمانيين، لكن موجة رفضه تقلصت تدريجيا بعد ترويج بلعياط لفكرة أن “الظرف العام للبلاد لا يسمح بإجراء انتخابات”. وذكر الطاهر خاوة، رئيس الكتلة البرلمانية للأفالان، ل“الخبر”، أن “الكتلة ما عليها إلا تطبيق قرارات المكتب السياسي، ومن جهتي فقد أبلغت رئيس البرلمان، محمد العربي ولد خليفة، بمراسلة منسق المكتب السياسي من باب الإخبار”. وقد جاء في مراسلة من بلعياط لخاوة ما يلي: “طبقا للقانون الأساسي واعتبارا لنتائج المشاورات الواسعة التي تؤكد على ضرورة توفير سلامة الأجواء النضالية والانضباطية، تمدد هذه السنة 2013 – 2014 صيغة التعيين من طرف الحزب لتجديد شغل المناصب الممنوحة لحزب جبهة التحرير الوطني في الهياكل الانتخابية للمجلس الشعبي الوطني”. وأوضح الطاهر خاوة أن “قرار الحزب يلقى كل الاحترام وأغلبية النواب عبروا بدورهم عن قبولهم للخيار من باب مصلحة الحزب وتماسكه واستقرار البلاد عموما”. وتوقع أن يرسل بلعياط “مقترحات الحزب بخصوص الشخصيات المعنية بالتعيين قبل نهاية الدورة البرلمانية...والأسماء التي ستختار ليس لي يد فيها لا من قريب ولا من بعيد، لأن الأمر من صلاحيات القيادة”. بيد أن حديث الطاهر خاوة عن “قبول” مطلق من الكتلة للقرار الجديد لا يعكس تماما حقيقة ما يتداول من نواب حزب الأغلبية. وقال أحد النواب، رفض كشف هويته، إن “أي قرار ليس فيه إشراك للكتلة وإجماع من النواب فلن تتم المصادقة عليه”. ويشاع بين نواب البرلمان أن ثلاثة قياديين في الحزب يشتغلون في الفترة الحالية على إقناع نواب الكتلة بمبدأ التعيين، هم محمد عليوي والعياشي دعدوعة ومحمد جميعي الذي بات يعتقد أن خيار التعيين قد يبقيه نائبا لرئيس المجلس العربي ولد خليفة. وأفاد قاسة عيسي، عضو المكتب السياسي المكلف بأمانة الإعلام، ل “الخبر”، بأن “منسق المكتب السياسي اجتمع، يوم الثلاثاء، بنواب في الكتلة، وقد اتخذ القرار بإجماع تام وبتشاور مع أعضاء في اللجنة المركزية، وقرار الحزب غير قابل للنقاش، لأن هذا هو الأفضل في المرحلة الحالية”. وشرح: “معلوماتنا عن المحيط العام تجعل من هذا الخيار الأحسن للحزب، وهو نتاج تشاور وتبصر ومعطيات”.