جاء في برقية لوكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مصدر أمني سوري، أن معركة تحرير حلب وريفها من الثوار الذين سيطروا منذ قرابة السنتين على مساحات شاسعة من المدينة ومحيطها، ستنطلق بعد وقت قصير قد لا يتعدى الساعات القادمة. وتأكيدا لهذا الخبر، جاء في تقرير نشرته جريدة “الوطن” السورية شبه الحكومية، أن قوات الجيش السوري “بدأت انتشارا كبيرا في ريف حلب استعدادا لمعركة ستدور رحاها داخل المدينة وفي محيطها”. وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش السوري “سيوظف تجربة القصير ووهجها المعنوي في الغوطتين “الشرقية والغربية قرب دمشق”، فضلاً عن تقدمه في ريف مدينة حماة المتصل بريف حمص المجاورة”، معتبرة أن “معركة القصير ترسم المستقبل السياسي لسوريا”. وقبل هذا، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار، يوم الجمعة الأخير، إلى أن قوات النظام تحشد “الآلاف من الجنود” في منطقة حلب لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها عناصر الجيش الحر وقطع خطوط إمدادهم من تركيا، مضيفا أن العشرات من كوادر حزب الله يدرّبون مئات السوريين على القتال، وما أكد هذا التوجه، حسب العديد من البرقيات الإخبارية، نزوح أعداد كبيرة من سكان منطقة حلب، وهو ما يعني أن الأمور تتجه بالفعل نحو معركة حاسمة بين طرفي الصراع. في جبهة أخرى وعلى النقيض من هذا، أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها تمكنت، خلال الساعات الأولى من فجر يوم أمس الاثنين، من السيطرة على ثلاث كتائب من الفرقة 17 التابعة للجيش النظامي في الرقة، وهو ما دفع قوات الأسد إلى قصف محيط الفرقة بالبراميل المتفجرة، لمنع تقدم كتائب الثوار التي اقتحمت مقر الفرقة صباح الأحد. كما تمكنت المعارضة من السيطرة على جزء من مطار “منغ” العسكري بمدينة حلب، وأشارت إلى أن الاشتباكات قرب المطار المذكور الذي يحاصره الجيش الحر منذ ثلاثة أشهر، مكّنت من تدمير ثلاث دبابات، وتوقعوا أن تتم السيطرة الكاملة على المطار خلال 24 ساعة. أما بمدينة درعا التي انطلقت منها شرارة هذه الثورة، منذ حوالي ثلاث سنوات، فقد قال الجيش السوري الحر بأن مقاتليه سيطروا على مدينة “إنخل” بعد ثلاثة أيام من المعارك الطاحنة. وأوضح متحدث باسمه بأن كتائب تابعة ل”الحر” سيطرت على جميع حواجز النظام بهذه المدينة، وقتلت عددا كبيرا من جنود النظام عند هذه الحواجز، كما استحوذ الثوار على خمس دبابات وعدد من الآليات العسكرية والأسلحة.