"الرئيس أعطى تعليمات وتوجيهات تخص تموين الأسواق خلال شهر رمضان" سلال: "صحة الرئيس تبدو جيدة، وقدمنا له عرضا عن الوضع السياسي والأمني" أصيب الجزائريون، أمس، بخيبة أمل كبيرة لعدم ظهور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمرة الأولى على شاشة التلفزيون، بعد 47 يوما من غيابه بسبب المرض، بعد الإعلان عن زيارة أداها له الوزير الأول وقائد أركان الجيش، لكن آمال الجزائريين ظلت معلقة على فقرة أخيرة لمقدم نشرة الثامنة في التلفزيون الجزائري، قال فيها إن سلال سيتحدث بالتفصيل عن زيارته الرئيس بوتفليقة نهار اليوم الأربعاء. انتظر الجزائريون، أمس، أول إطلالة للرئيس بوتفليقة، واحتشدوا أمام شاشة التلفزيون في الساعة الثامنة، لترقب نشرة الأخبار الرئيسية للتلفزيون الجزائري الرسمي، ورؤية الرئيس بوتفليقة وهو يستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، اللذين قاما بزيارته في مستشفى “ليزانفاليد” (المعطوبون) في باريس، حيث يقضي فترة علاج وإعادة تأهيل وظيفي. وتأخرت نشرة الثامنة في التلفزيون الجزائري عن موعدها بدقيقة واحدة وبضع ثوان، زادت من قلق الجزائريين وترقبهم لرؤية الرئيس، بعدما أعطت القناة الجزائرية الناطقة بالفرنسية، التي بثت قبل ساعة من ذلك خبر زيارة الوفد الرسمي للرئيس، الانطباع بأن بوتفليقة سيظهر في نشرة أخبار الثامنة، واكتفى التلفزيون بصورة من الأرشيف وغير متحركة للرئيس، مع قراءة خبر الزيارة دون صوت ولا صور حديثة. وأورد التلفزيون الرسمي أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالوزير الأول وقائد الجيش دام قرابة الساعتين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الوزير الأول عبد المالك سلال قوله: “قدمت لرئيس الجمهورية، الذي يتماثل للشفاء بعد إصابته بجلطة دماغية، رفقة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد ڤايد صالح، عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد”. وأضاف أنه تم خلال اللقاء “تقديم، إلى الرئيس، عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد فيما يخص نشاطات الحكومة وكذا بشأن الوضع السياسي والأمني”. وطمأن سلال بأن “الرئيس بوتفليقة قد تجاوب بشكل جيد وحالته الصحية تبدو جيدة، رغم أنه لازال في فترة نقاهة”. وحاول سلال أن يعطي الانطباع بقدرة الرئيس على متابعة شؤون الدولة، وقال إن الرئيس “أعطى تعليمات وتوجيهات تخص كافة مجالات النشاط، سيما فيما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بتموين الأسواق خلال شهر رمضان المقبل”. ووعد “بإعطاء مزيد من التفاصيل حول هذا اللقاء ابتداء من نهار اليوم الأربعاء”. وعلى خلاف ما كان متوقعا من طمأنة الرأي العام بإعلان خبر استقبال الرئيس بوتفليقة للوزير الأول وقائد الجيش، فإن عدم بث التلفزيون صورا عن هذه الزيارة زاد من حالة القلق لدى الجزائريين، ورفع من حدة التساؤلات عن حقيقة الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة. من جهة ثانية، أفادت مصادر موثوقة ل“الخبر” بأن الوفد الرسمي، الذي زار الرئيس، كان يضم أيضا مسؤولا كبيرا في دائرة الاستعلام والأمن. ونقلت المصادر ل “الخبر” أن الرئيس استعاد جزئيا القدرة على الكلام، وهي الوظيفة التي تأثرت بشكل جزئي إثر النوبة الإقفارية التي أصابته في ال27 من أفريل ونقل على إثرها إلى مستشفى “فال دوغراس” العسكري في باريس. وعلم أن النشرة الصحية التي صدرت أمس، جاءت بعد زيارة الوفد الرسمي، ما يحتمل عدة قراءات سياسية، بما أن تلميحات “انتقال السلطة” موجودة فيها إلى حد ما. وذكرت نفس المصادر أن الجهة التي اختارت الوفد الذي توجه إلى باريس تعمدت أن يكون الوزير الأول عبد المالك سلال والفريق أحمد ڤايد صالح ضمنه، قياسا لدرجة قربهما من الرئيس بوتفليقة، وشهادتهما السياسية لاحقا ستكون ذات معنى. والطبيعي كان أن يتنقل الرجل الثاني في الدولة عبد القادر بن صالح أو رئيس المجلس الشعبي الوطني أو رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز. هذا بالنسبة للمؤسسات المدنية. أما المؤسسة العسكرية، فكان من الطبيعي أن يكون الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك ڤنايزية هو ممثلها في الوفد. ولفتت ذات المصادر تقول إن فريقا تقنيا يضم مصورا وتقنيي صوت وصورة من التلفزيون الجزائري تنقلوا منذ فجر الإثنين إلى باريس وليس بينهم صحفي، وذلك استجابة لطلب رئاسة الجمهورية. وأضافت المصادر أنه يمكن أن تعرض صور للرئيس في نشرة أخبار الثامنة لنهار اليوم.