زار أمس، في العاصمة الفرنسية باريس، الوزير الأول عبد المالك سلال، رفقة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بالمؤسسة الاستشفائية "ليزانفليد". وكشف الوزير الأول عبد المالك سلال، حسب ما نقله التلفزيون الجزائري عن وكالة الأنباء الجزائرية، أن رئيس الجمهورية استقبله بمشفاه، لمدة ساعتين كاملتين، استعرض خلالهما الوزير الأول الوضع العام في البلاد ومختلف القضايا، فيما تلقى بالمقابل توجيهات من رئيس الجمهورية بخصوص جميع القطاعات، خاصة ما تعلق بملف التحضير لشهر رمضان المعظم، وإن وعد سلال بالعودة بالتفصيل إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس قال بأن "الحالة الصحية للرئيس تبدو مرضية". وحسب مصادر موثوقة، فإن قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح والوزير الأول عبد المالك سلال، وصلا ظهيرة أمس، إلى العاصمة الفرنسية باريس، وذلك على رأس وفد هام يضم مسؤولين كبار في الدولة، وأكدت مصادر ل"الشروق" أن الوفد الذي يقوده الوزير الأول تنقل خصيصا لزيارة الرئيس بوتفليقة، إذ زاره أمس، للاطمئنان على صحته وذلك بعد انقضاء 48 يوما من مغادرته الجزائر والغياب عن تسيير شؤون البلاد، من أجل العلاج من الوعكة الصحية التي أصابته في ال27 أفريل الماضي. مغادرة الوزير الأول وقائد أركان الجيش الجزائر نحو باريس من أجل زيارة الرئيس، تتضمن العديد من المؤشرات منها احتمال تعافيه واستجابته لإعادة التأهيل الوظيفي التي يخضع لها، منذ مغادرته مستشفى "فال دوغراس" العسكري الذي كان الوجهة الأولى في رحلة علاج الرئيس، إلا أن أنباء تنقل وفد من المسؤولين العسكريين والمدنيين الكبار إلى باريس لزيارة الرئيس تتزامن مع ثاني بيان تصدره رئاسة الجمهورية منذ مرض الرئيس، وهي البرقية التي أكدت أمس، مواصلته العلاج وعملية التأهيل الوظيفي بمستشفى "ليزانفليد". في السياق نفسه، أكدت مصادر موثوقة ل"الشروق" تنقل فريق من التلفزيون الجزائري أمس الأول إلى باريس، في مهمة فوق العادة، بتكليف من مصالح رئاسة الجمهورية، هذه المعلومة التي ترجّح احتمالات ظهور صورة الرئيس أمام الرأي العام في الساعات القليلة القادمة لأول مرة منذ إصابته بالنوبة الإقفارية العابرة، إلا أن التلفزيون لم ينقل أي صور لا للرئيس ولا للقاء الذي جمعه بالوزير الأول وقائد أركان الجيش. غياب الصورة وعدم نقل كاميرا التلفزيون التي كانت حاضرة زيارة الوزير الأول وقائد أركان الجيش، لتنقل بالصوت والصورة هذا اللقاء الذي يعد الدليل المادي على تعافي الرئيس وامتثاله للشفاء، على حد تعبير النشرة الصحية الموقعة من الطبيبين المشرفين على علاجه، والتي جاء فيها أن صحة رئيس الدولة، تعرف "تطورا إيجابيا"، أبقت على حالة الغموض وفتحت الباب حول تساؤلات عن إصابة الرئيس تمنع ظهور صورته؟ ومعلوم أن ظهور الرئيس أضحى مطلبا سياسيا، جهرت به العديد من التشكيلات السياسية المعارضة في الجزائر، الأمر الذي يدرج هذه الزيارة في خانة رجع الصدى. والأكيد أن زيارة سلال وڤايد صالح للرئيس لم تكن مبرمجة في وقت سابق، ولم تتم برمجتها سوى صباح أمس، على اعتبار أن أجندة الوزير الأول كانت تحمل اجتماعا للحكومة كان مقررا اليوم، قبل أن تصل برقية مصالح الوزير الأول إلى دواوين الوزراء تخطرهم بتأجيل الاجتماع الى يوم الأحد القادم، ولم تشر برقية التأجيل لا من قريب ولا من بعيد لأسباب التأجيل، كما لم تحمل أي مؤشر عن تنقل سلال إلى العاصمة الفرنسية باريس، ومن المرتقب أن يعود الوفد الذي انتقل إلى زيارة الرئيس الى الجزائر اليوم، على اعتبار أن الوزير الأول تنتظره زيارة ميدانية غدا إلى ولاية البيّض.