الحكومة "محرجة" بسبب تساؤلات الرئاسة الصينية عمن يستقبل الرئيس شي جين بينغ صحيفة فرنسية: بوتفليقة في وضع صحي متدهور ولا يمكنه مواصلة مهامه الرئاسية تجمع، أمس، أعضاء من حركة المواطنة للجزائريين في فرنسا، قبالة مقر إقامة بوتفليقة بمركز “المعطوبون” بباريس، للمطالبة بمعرفة حقيقة الوضع الصحي للرئيس الغائب عن الجزائر منذ 27 أفريل الماضي، في أول “رد فعل” منظم يبتغي رفع اللبس حيال صحة الرئيس. وقال منسق الحركة، عمر آيت مختاري، في تصريح نشره على موقع الحركة، أمس، إن الغرض من تنظيم التجمع، قبالة مركز “المعطوبون”، هو السعي إلى زيارة الرئيس أو ملاقاة الأطباء المشرفين على علاجه. وأوضح آيت مختاري أنه “منذ وصول بوتفليقة إلى مستشفى “فال دو غراس” والغموض والضبابية يحيطان بوضعه الصحي”، قبل أن يؤكد: “من حق الجزائريين معرفة حقيقة الحالة الصحية لمسؤولهم الأول”، على أن الخطوة التي قام بها أمس أعضاء الحركة تستهدف “وضع حد للإشاعات”. وأضاف منسق الحركة: “ضميرنا يدفعنا للتنقل إلى هذا المكان لننقل الحقيقة للشعب الجزائري، ولا يمكن لهذه الوضعية أن تستمر أكثر”. وأورد المتحدث قائلا: “المرض ليس عيبا، ونطلب الشفاء للرئيس، لكن إذا تبين أنه يتعذر على بوتفليقة مواصلة مهامه، فإن الشعب الجزائري سيد في قراره بتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة لاختيار من يحكمه”. وكان أعضاء التنظيم الجزائريون في فرنسا طالبوا مستشفى “فال دو غراس”، الذي نزل فيه الرئيس بوتفليقة مريضا يوم 27 أفريل المنصرم، بالكشف عن الملف الصحي للرئيس، ونشره أمام الرأي العام الجزائري، لإعلامه بحقيقة حالته الصحية. وتأتي الوقفة موازاة مع ما أعلنت عنه مجلة “فالور أكتويال” الفرنسية، أمس، من أن “الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد توفي، ثم استطردت، ساعات بعد ذلك، وقالت إنه في حالة صحية متدهورة جدا”، وقالت إن “بوتفليقة لا يمكنه مواصلة مهامه على رأس الدولة” في ما يشبه إحالة إلى مطالبة أطراف داخلية بتفعيل الدستور في مادته 88، بينما أكدت الوسيلة الإعلامية الفرنسية أن “رئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، الذي تعود إليه صلاحية كشف إن كانت هناك حالة “العجز” في أداء الرئيس بوتفليقة لمهامه على رأس الدولة، بما يلفت النظر إلى هذه المادة، لم يسمح له بزيارة بوتفليقة في باريس”. ونقلت المجلة عما وصفته مصدرا مسؤولا قوله إن “الرئيس الذي نقل إلى مركز “المعطوبون” يوم 20 ماي المنقضي يكون فقد وعيه”. وقد تساوى الإعلام الجزائري مع نظيره الفرنسي فيما يتصل بالتعاطي إزاء صحة الرئيس بوتفليقة، من حيث أن تساؤلات دون إجابات ظلت مخيمة على منطوق الصحف والقنوات، منذ دخول الرئيس مستشفى “فال دو غراس”، كتساؤل طرحته جريدة “فرانس آنفو” الفرنسية، أمس، حول حقيقة ما يتداول من معلومات تقول إن “الرئيس بوتفليقة عاجز عن مواصلة قيادة البلاد”، بينما يبقى الغموض يلف حالته الصحية، وأوردت أن القول إن الرئيس الجزائري يستحيل عليه إتمام مهمته، “يعني ذلك أن ثمة قلقا حيال وضعه الصحي الذي يكون قد تدهور كثيرا”. هذه النظرة التي باتت لصيقة بملف صحة بوتفليقة، لم تزل بتطمينات المسؤولين الجزائريين بقولهم إن “وضع الرئيس بوتفليقة مطمئن” مثلما ساق الوزير الأول عبد المالك سلال، وبعده وزير الخارجية مراد مدلسي، الذي أفاد، أول أمس، بأن بوتفليقة يعطي يوميا توجيهات للجهاز التنفيذي، في إطار تسيير شؤون الدولة، بيد أن مدلسي لم يعط إجابات عن تساؤلات حول حقيقة الوضع الصحي للرئيس، ولم يتحدث عن فترة عودته المحتملة إلى الجزائر، ولا إن كان قد زاره هو أو أحد زملائه في الطاقم الحكومي، سواء في مستشفى “فال دو غراس” أو في مركز “المعطوبون”. في سياق مماثل، قالت مصادر ل”الخبر”، أمس، إن الحكومة الجزائرية “محرجة” أمام نظيرتها الصينية، بسبب عدم اتخاذها إجابة محددة لتساؤل الرئاسة الصينية، إن كان من يستقبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، المنتظر زيارته للجزائر، قريبا، هو الرئيس بوتفليقة أم غيره، وقال المصدر ذاته إن الحكومة لم تقدم ردا واضحا بهذا الخصوص.