نفت مصادر عسكرية فرنسية تتابع الملف الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن يكون رئيس الجمهورية غادر مستشفى فال دوغراس العسكري في الضاحية الباريسية، ما يعد استمرارا في تضارب الأنباء حول المكان الذي يقضي فيه بوتفليقة فترة النقاهة والمدة التي ستستغرقها. وقالت صحيفة فرنسية واسعة الانتشار إن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، لم يغادر مبنى فال دوغراس، على نقيض معلومات مخالفة تحدثت عن إخلائه الجناح الذي كان يشغله، وأفادت صحيفة ''لوباريزيان'' بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يغادر مستشفى باريس العسكري فال دو غراس، ما يبرر عدم طلبه أي تغيير في تشكيلة قوات الأمن التي من حوله، ونقل عن مصادر عسكرية فرنسية أن بوتفليقة سيبقى بضعة أيام في فندق المستشفى ''لم يتم توجيه أي طلب لإحداث تغيير إلى قوات الأمن''، التي تحيط حضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأضافت ''ما يجعلنا نعتقد أن بوتفليقة سيبقى لفترة أيام أخرى''. وقالت الصحيفة الفرنسية إن هذه المعطيات قائمة إلى غاية الثلاثاء الماضي. وقد كلف بوتفليقة من باريس رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، لتمثيله في الاجتماع 23 للمنتدى الاقتصادي العالمي حول إفريقيا الذي بدأت أشغاله أمس، في كيب تاون بجنوب إفريقيا ويستمر حتى يوم غد، لكن هذا التكليف لا يعني أن بوتفليقة كان سيسافر إلى جنوب إفريقيا في حال كانت ظروفه الصحية عادية، فبوتفليقة منذ شهور طويلة يكتفي بتكليف بن صالح أو الوزير الأول أو رئيس المجلس الشعبي الوطني بتعويضه في المراسم الدولية والتجمعات الإقليمية التي يحضرها رؤساء الدول والحكومات. وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت، مساء أول أمس، أن صحة رئيس الجمهورية ''شهدت تحسنا ملحوظا''. وأن ''أطباءه قد أوصوه بإجراء فحوصات طبية مكملة بالمستشفى الباريسي فال دو غراس، وبناء على نتائجها يشرع رئيس الجمهورية في فترة الراحة المطلوبة''. ولا يوجد بين أنصار بوتفليقة من يملك معطيات موثقة حول مكان تواجده ونتائج فترة النقاهة التي تقول الحكومة إنه يقضيها، كما يجهل كم سيستمر غياب رئيس الجمهورية عن الساحة الوطنية في وقت حساس تستعد فيه البلاد لتعديل الدستور، وتشهد فيه حركات احتجاجية متنامية في الجنوب. وخلف هذا الغياب بروز إشاعات كثيرة تتحدث عن عدم قدرة بوتفليقة على مواصلة مهامه. ورفض عدد من المسؤولين الجزائريين الإجابة عن الأسئلة أو إصدار أي تصريحات رسمية حول صحة بوتفليقة، وقال البروفيسور رشيد بوغربال، الذي فحص الرئيس قبل نقله للعلاج في باريس، لوكالة الأنباء الفرنسية: ''لا أستطيع الرد على أسئلتكم، لم أعد مكلفا بالحديث عن صحة الرئيس''. لكن أنصار الرئيس بوتفليقة متفائلون بعودته القريبة للبلاد، وأعرب رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، عن أمله في أن يستعيد الرئيس بوتفليقة عافيته في أقرب وقت، وأعلن رئيس تجمع أمل الجزائر الوزير عمر غول بدوره قائلا: ''لقد تماثل الرئيس للشفاء وسيعود قريبا''.